الجواب: وانا في حيرة وعجب مثلكم بل اكثر منكم. فالجواب الواضح لسؤالكم هذا موجود في اللمعة السابعة والعشرين وهي لمعة الدفاع أمام المحكمة، وفي المكتوب السادس عشر.
والآن اُبين باختصار اساسين اثنين:
الاساس الاول: ان من مقتضى وظيفة المسؤولين عن النظام والادارة وشرطة الامن، حفاظ مسلكنا والحث عليه ناهيك عن الوقوع في الشكوك والريوب والاوهام، لأن الحجر الاساس لوظيفتهم، الاحترام والرحمة ومعرفة الحلال والحرام. ويمكن ان يسود الامن والنظام في الحياة الاجتماعية بدساتير الطاعة والانقياد. فرسائل النور تحقق هذه الاسس لدى نظرها الى الحياة الاجتماعية، وقد ظهرت نتيجتها فعلاً. وحيث ان اهم مركزين لرسائل النور هما اسبارطة وقسطموني، فان ضباط الامن اذا ما دققوا بانصاف سيرون معاونة رسائل النور الواضحة لهم، وذلك قياساً بسائر الولايات.
ثم انه رغم كثرة طلاب رسائل النور، ورغم ما في ايديهم الى هذا الحد من القوة والحق، لم يمسّوا الامن والنظام بشئ، بل لم يخل ألف طالب منهم بالحياة الاجتماعية بقدر ما يخل به عشرة اشخاص آخرين. وان هذا الامر مشاهد لمن كان له قلب غير فاسد.
ان حكمة هذه المسألة هي:
ان الايمان والشريعة والحياة ثلاث مسائل عظيمة في العالم الاسلامي والانساني. واعظم هذه الثلاثة هى الحقائق الايمانية. ولأجل الاّ تكون هذه الحقائق الايمانية القرآنية أداة لتيارات اخرى ولقوىً اخرى، وللحيلولة دون التهوين من شأن الحقائق القرآنية التي هى بقيمة الالماس الى قيمة قطع زجاجية متكسرة، ولأجل