ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 78
(1-147)

الايفاء بالخدمة المقدسة التي هى انقاذ الايمان ايفاءً تاماً ينفر طلاب رسائل النور الخواص الصادقون نفوراً شديداً من السياسة.
حتى ان اخاكم هذا - وانتم تعلمون - ومنذ ثمانية عشر عاماً لم اراجع الحكومة ولو لمرة واحدة وذلك لئلا امسّ السياسة والحياة الاجتماعية رغم حاجتي اليها. وهذه الشهور التسعة التي خلت لم أسأل ولو لمرة واحدة عمّا يدور على الكرة الارضية من اضطرابات وقلاقل ولم اهتم بها ولم ارغب في معرفتها ولم احاول ان ادير البحث حولها. حتى اننى لم اعرف لحد الآن هل انتهت الحرب ام لا ومن هم المحاربون عدا الانكليز والالمان؟ وانتم اعلم بهذا.
وانتم المرافقون لي تعلمون كذلك انني لم استمع الى الراديو الذي يُسمع من غرفتي منذ ثلاث سنوات - عدا مرتين - ذلك الجهاز الذى حوّل الناس الى ثرثارين وحائرين غافلين، ولم اسأل عنه.
فالذين يتعرضون لمسلك هذا الرجل الذي لا علاقة له بهذه الاوضاع الى هذه الدرجة ولا ينظر اليها قطعاً، ومن ثم تساورهم الشكوك حوله ويترصدونه ويضايقونه، كم هم بعيدون عن الانصاف! يصدّق ذلك حتى أبعدهم عن الانصاف.
المسألة الثانية:
اخواني! تعلمون اننا نهرب - في مسلكنا - من الأنانية والغرور وحب الذات والتطلع الى نيل المقامات المتسترة بالشهرة، نهرب منها هروبنا من السم القاتل، ونتجنب كثيراً من كل ما يشعر بتلك الحالات.
فعلى سبيل المثال: لقد شاهدتم هنا بأم أعينكم طوال سبع سنوات وادركتم بتحقيقاتكم وتتبعاتكم منذ عشرين سنة: انني لا أريد احراز احترام ونيل مقام لشخصي. ولقد نهرتكم عن ذلك بشدة، واستاء منكم إن منحتموني منزلة تفوق حدّي. فلا أقبل الا صفة طالب

لايوجد صوت