نعم، ففي سجن اسكي شهر وفي وقت رهيب حيث كنا أحوج ما نكون الى سلوان قدسي خطر على القلب ما يأتي:
انك تبين شهوداً من كلام الاولياء السابقين على أحقية رسائل النور وقبولها بينما بمضمون الآية الكريمة ﴿ولارطب ولايابسٍ الاّفي كتاب مبين﴾(الانعام: 59). فان صاحب الكلام في هذه المسألة هو القرآن الكريم. فهل يقبل القرآن الكريم ويرضى برسائل النور؟ وكيف ينظر اليها؟
واجهتُ هذا السؤال العجيب، واستمددت من القرآن الكريم، واذا بي اشعر في ظرف ساعة ان رسائل النور فرد داخل ضمن كلية المعنى الاشارى الذي يمثل طبقة واحدة من طبقات التفرعات للمعنى الصريح لثلاث وثلاثين آية كريمة، وعرفت قرينة قوية لدخولها في ذلك المعنى وتخصيصها، فشاهدت قسماً منها بشئ من الوضوح وقسماً آخر مجملاً. فلم تبق في قناعتى اية شبهة وشك ووهم ووسوسة. وانا بدورى دوّنتُ قناعتى القاطعة تلك واعطيتها الى اخوتى الخواص على شرط سريتها على نية الحفاظ على ايمان أهل الايمان برسائل النور. فنحن لانقول في تلك الرسالة: ان المعنى الصريح للآية الكريمة هو هذا، ليقول العلماء: فيه نظر! ولم نقل فيها: ان كلية المعنى الاشارى هي هذه. بل نقول: ان تحت المعنى الصريح للآية الكريمة طبقات متعددة من المعانى، احدى هذه الطبقات هي المعنى الاشاري والرمزي. فهذا المعنى الاشارى ايضاً هو كليّ، له جزئيات في كل عصر. فرسائل النور فردٌ في هذا العصر من افراد كلية طبقة المعنى الاشارى ذاك. وقد جرت بين العلماء منذ القدم دستور حساب الجمل والجفر - حساب الابجدية - لإيجاد القرائن والحجج، فهذا الطرز من الحساب لا يخدش الآية الكريمة ولا يجرح معناها الصريح، بل قد يكون وسيلة لبيان اعجاز القرآن وعظمة بلاغته. فلا اعتراض على هذه الاشارات الغيبية، اذ الذي لا يستطيع انكار ما لايعد ولايحصى من استخراجات اهل الحقيقة من