ان ذلك المعترض الفاضل هو تلميذ استاذ من أساتذتي القديرين في السلسلة العلمية وهو "الشيخ فهيم". وهو احد طلاب الامام الرباني رضى الله عنه الذي ارتبط به اشد ارتباط، فكان عليه ان يسعى اكثر من غيره لمعاونتي بكل مالديه من قوة، دون الالتفات الى ذنوبي وحياتي الماضية المتداخلة المضطربة والى انفعالاتي، الاّ ان اعتراضه مع الاسف قد اورث - كما سمعنا - الفتور لدى بعض اصدقائنا الضعفاء، وسلّم بيد اهل الضلالة ما يشبه الحجة.
اننا ننتظر من ذلك الشيخ الفاضل تلافي سوء الفهم هذا والسعى لتعميره ونأمل معاونته لنا بدعواته ونصائحه البليغة المؤثرة. علاوة على ذلك اُبين ما يأتي:
في هذا الوقت الذي يبدو في الظاهر انحسار وتقهقر تلك المشارب والمسالك الحقة القوية جداً - والتي ينضوي تحت لوائها الملايين من المؤمنين المستعدين لكل تضحية - أمام الهجوم العنيف لهذه الضلالة. تحملت رسالة النور جميع تلك الهجمات، وحملت على عاتقها الاعباء كافة فشقّت طريقها سابقة الجميع في طريق الايمان. لذا، لا يمكن ان تُسند هذه الرسائل الى رجل عاجز نصف أمي قضى حياته بين المنفى والسجن وتحت رقابة سلطات الدولة، وقيامها بتنفير الناس من حوله بالدعايات المغرضة. فمثل هذا الرجل لا يمكن ان يكون مالكاً لها. ولا يمكن ان يفتخر بها او يدّعيها، فهي ليست نابعة من ذكائه ومهارته، بل هي معجزة من معجزات القرآن الكريم لهذا الزمن وهبتها الرحمة الالهية، وكل ما في الأمر ان هذا الرجل وآلافاً من اصدقائه قد مدوا أيديهم الى تلك الهدية الغالية النفيسة، فوقع الخيار عليه في بيانها.