الضياع والعبث الاهتمام بما هو خارج هذه الدعوى. فالذى ينشغل بالامور السياسية يتخلف عن الايفاء بوظائف مهمة، ويفقد سلامة قلبه من جراء تلهفه للصراعات السياسية.
3- وذكر في اللمعة السادسة والعشرين: ان مهمته الحقيقية في هذه الدنيا الهرمة هي نشر الاسرار القرآنية ويقول: انني مرتبط بهذه البلاد من حيث الحمية الاسلامية. وإلاّ فلا دار لي ولا اولاد لي.
4- وذكر في اللمعة الحادية والعشرين، الدستور الاول من بين النصائح التي قدّمها لإخوانه:
ابتغاء رضوان الله في عملكم، فلا تُطلب فيه منافع مادية. ويقول ايضاً: اننى لست صوفياً ومسلكنا ليس طريقة صوفية وان حب الجاه وجلب الانظار الى النفس مرض روحي، ويُطلق عليه الشرك الخفي، ويقول: لو كان مسلكنا مشيخة لكان المقام واحداً، والمرشحون كثيرون.
ان مسلكنا: الاخوة، فلا يكون الأخ لأخيه في مرتبة الاب ولا يتقلد صفة المرشد.
[محاورة مع نفسي]
أحيل هذه المحاورة مع نفسي الى رأيكم لاسماعها المسؤولين في آنقرة بعد اجراء التصحيحات اللازمة فيها.
اذا كان الحاكم والمدعي واحداً، فإلى من تُرفع الشكوى؟ لقد حرتُ طويلاً في هذه المشكلة..
أجل ان حالتي اليوم، وأنا طليق مراقب أشد عليّ بكثير من الايام التي كنت مسجوناً فيها، وان يوماً واحداً من هذه الحياة يضايقني اكثر من شهر كامل في سجني المنفرد ذاك. لقد مُنعت من كل شئ رغم ضعفي وتقدمي في السن وفي هذا الشتاء القارس. فلا اقابل غير صبي وشخص مريض. على انني منذ عشرين سنة اعاني مأساة حبس منفرد.
ان تزييدهم المضايقات والمراقبة عليّ وعزلي عن الناس اكثر من هذا الحد سيمس غيرة الله سبحانه وتعالى وتكون العاقبة وخيمة..