ولما كان أحد الاسس الاربعة لرسائل النور: "الشفقة" .. وان النساء هن رائدات الشفقة والحنان - حتى تضحي أشدهن تخوفاً بروحها، انقاذاً لطفلها - وان الولدات والاخوات المحترمات يواجهن في هذا الوقت أحداثًا جسامًا.. فقد اُلهم قلبي: أنه يلزم بيان حقيقة فطرية تخص الآنسات من طالبات النور بالرغم من أنها لا يجوز البوح بها أو نشرها، اذ هي خاصة جداً باللائي يرغبن البقاء في حياة العزوبة، أو اضطررن اليها . فأقول:
يا بناتي ويا اخواتي!
ان زماننا هذا لا يشبه الأزمنة الغابرة، فلقد تمكّنت التربية الحديثة "الاوروبية" في المجتمع عوضاً عن التربية الاسلامية، طوال نصف قرن من الزمان. اذ بينما الذي يتزوج ليحصن نفسه من الآثام وليجعل زوجته صاحبته الابدية ومدار سعادته الدنيوية، بدافع من تربية الاسلام، تراه يجعل تلك الضعيفة المنكوبة، بتأثير التربية الاوربية، تحت سطوته و تحكّمه الدائم، ويحصر حبه لها في عهد شبابها وحده، وربما يزجها في عنت ومشقات تفوق كثيراً ما هيأ لها من راحة جزئية. فتمضي الحياة في عذاب وآلام، ولاسيما ان لم يكن الزوج كفؤاً - بالاصطلاح الشرعي - حيث الحقوق الشرعية لا تراعى . واذا ما تداخلت المنافسة والغيرة والتقليد فالبلاء يتضاعف.
وهكذا فالذي يدفع الى هذا الزواج اسباب ثلاثة:
السبب الأول:
لقد وضعت الحكمة الالهية ميلا وشوقا في الانسان لإدامة النسل. ووضع أجرة لاداء تلك الوظيفة الفطرية، وهي اللذة. فالرجل ربما يتحمل مشاق ساعة لأجل تلك اللذة التي تدوم عشر دقائق - ان كانت مشروعة - بينما المرأة، تحمل في بطنها الطفل حوالي عشرة أشهر، مقابل تلك المتعة التي تدوم عشر دقائق، فضلا عما تتحمل من مشقات طوال عشر سنوات من اجل طفلها. بمعنى ان تلك اللذة التي تدوم عشر دقائق تزيل أهمية ذلك الميل الفطري، حيث تسوق الى هذه المصاعب الكثيرة والمتاعب المستمرة.
فيجب اذاً الاّ تدفع المرأة الى الزواج احاسيسها ودوافعها النفسية وميلها الفطري.
السبب الثاني: