ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 16
(1-86)

ان المرأة محتاجة فطرة الى من يعينها في أمور العيش، لضعف في خلقتها. فمن الأولى لها أن تسعى لكسب نفقتها بنفسها -كما هي الحال لدى نساء القرى- وذلك أفضل لها بعشرات المرات من ان تدفعها تلك الحاجة الى الرضوخ لسيطرة زوج نشأ على تربية غير اسلامية -كما في ايامنا الحاضرة- واعتاد على الاكراه والفساد، وربما تحاول الزوجة كسب رضاه بالتصنع وبالاخلال بعبادتها واخلاقها التي هي مدار حياتها الدنيوية والاخروية. كل ذلك لأجل تلك المعيشة البسيطة الزهيدة.
وحيث ان الخالق الرحيم والرزاق الكريم يرسل لهن رزقهن مثلما يرسل رزق الصغار من الاثداء. فليس من شأن طالبة النور اذن البحث عن زوج تارك للصلاة، فاقد للاخلاق، والرضوخ له من التصنع لأجل ذلك الرزق.
الثالث:
ان في فطرة المرأة حب الاولاد وملاطفتهم، والذي يقوي هذا الميل الفطري ويسوق الى الزواج هو خدمة الولد لها في الدنيا، وشفاعته لها يوم القيامة، وارساله الحسنات اليها بعد وفاتها. الا ان التربية الاوروبية التي حلت محل التربية الاسلامية في الوقت الحاضر، تجعل واحداً او اثنين من كل عشرة ابناء ، ابناً باراً بوالدته، ويسجل حسنات في صحيفة أعمالها بأدعيته الطيبة وأعمال البر، ويشفع لها - ان كان صالحاً - يوم القيامة، فيكافئ حقا شفقة والدته، بينما الثمانية الباقية من العشرة يهملون هذه الحالة.
لذا فإن هذا الميل الفطري والشوق النفساني في حب الاولاد ومداعبتهم لاينبغي ان يدفع المرأة في الوقت الحاضر الى تحمل مصاعب هذه الحياة الشاقة، ان لم تكن مضطرة اليها اضطراراً قاطعا.
فبناء على هذه الحقيقة التي أشرنا اليها، اخاطب بناتي من طالبات النور اللائي يرغبن في حياة العزوبة، ويفضلن البقاء باكرات، فأقول:
يجب ألاّ يبعن أنفسهن رخيصات سافرات كاشفات، عندما لا يجدن الزوج المؤمن الصالح ذا الاخلاق الحسنة الملائم لهن تماماً، بل عليهن البقاء في حياة العزوبة ان لم يجدن ذلك الزوج الكفء، كما هو حال بعض طلاب النور الابطال، حتى يتقدم لطلبها من يلائمها ممن تربى بتربية الاسلام، وله وجدان حي، ليكون رفيق حياة ابدية يليق بها. وذلك لئلا تفسد سعادتها الاخروية لأجل لذة دنيوية طارئة فتغرق في سيئات المدنية.

لايوجد صوت