ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 19
(1-86)

عملكم في سبيل القرآن والايمان وتبنّي طلاب الجامعة بتقدير واعجاب لرسائل النور، قد ابهج قلوب جميع طلاب النور بل سيبهج قلب العالم الاسلامي جمعاء.
ان ثوابكم عظيم في خدماتكم الكلية هذه كثواب المرابط في ظروف قاسية في الحدود تجاه الاعداء. اذ تعادل ساعة من المرابطة سنة من العبادة.
فانتم مثل اولئك المرابطين - وكذا طلاب النور في جامعة استانبول - قد قمتم باعمال جسام في زمن قصير، فلئن لم تقطفوا ثمرات سعيكم كلها، فاكتفوا بها قانعين.
نعم، كما ان انسحاب بعض الضعفاء اثناء الجهاد يثير الحماس ويحرك النخوة البطولية لدى الشجعان الغيورين. فعلى طلاب رسائل النور المضحين ان يُقبلوا اكثر على الغيرة والثبات والسعي المتواصل اكثر من قبل لدى انسحاب المرتابين.
نعم، انكم استرشدتم فطرة بحقيقة عظيمة من حقائق رسائل النور، فضعوا تلك الحقيقة نصب اعينكم وهي:
ان وظيفتنا العمل للايمان والقرآن باخلاص. أما احراز التوفيق وحمل الناس على القبول ودفع المعارضين، فهو مما يتولاه الله سبحانه. نحن لا نتدخل فيما هو موكول الى الله، حتى اذا غُلبنا فلا يؤثر هذا في قوانا المعنوية وخدماتنا. وينبغي القياس وفق هذه النقطة. فقد قيل لجلال الدين خوارزم شاه وهو القائد العظيم في عهده: ستنتصر على جنطيزخان. فقال: ان مهمتنا الجهاد، اما جعلنا غالبين او مغلوبين فهذا ما يتولاه الله سبحانه، ولا اتدخل انا فيه.
فأنتم يا إخوتي قد اقتديتم بهذا البطل، فتستمرون في العمل باخلاص دون ان ينال منكم الضعف والوهن شيئاً.


[لا وسط بين الكفر والايمان]
انه لا وسط بين الكفر والايمان، ففي هذه البلاد وتجاه مكافحة الشيوعية فليس هناك غير الاسلام؛ وليس هناك وسط. لان التقسيم الى يمين ويسار ووسط، يقتضي ثلاثة مسالك. وهذا قد يصدق لدى الانكليز والفرنسيين، اذ يمكنهم ان يقولوا اليمين الاسلام واليسار الشيوعية والوسط النصرانية. الاّ ان

لايوجد صوت