ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 44
(1-86)

اننى لما كنت قد تركت الساحة السياسية الواسعة منذ اربعين سنة و قضيت اكثر ايام حياتي منزوياً عن الناس، ولم انهمك في الحياة الاجتماعية والسياسية لم استطع رؤية الخطر الداهم فى الوقت الحاضر. ولكن فى هذه الايام شعرتُ ان الوسط مهيأ لنزول ذلك الخطر الجسيم والمصيبة الكبرى بالامة الاسلامية وبهذه البلاد والحكومة الاسلامية.
فابيّن ثلاث نقاط - خطرت على قلبى معنوياً - لاولئك السياسيين الساعين لصالح الامة الاسلامية وللاحتكام بالاسلام ولضمان سلامة البلاد، ويحاولون الحفاظ على المجتمع الانسانى.
النقطة الاولى:
طرق سمعي منذ سنتين - رغم اني لا استمع الى الجرائد - الاتهام بالرجعية. فتأملت في الامر بعقلية سعيد القديم وشاهدت:
ان اعداء الاسلام المتسترين الذين يجعلون السياسة اداة للالحاد، ويجدّون لارجاع البشرية الى قانون الجاهلية الرهيبة متقنعين بقناع الدفاع عن الوطن والامة.
هؤلاء يتهمون اتهاماً جائراً غادراً اهل الاسلام والغيارى على الدين بالرجعية، علماً ان دافع الاسلام والغيرة على الدين يدفعهم الى جعل السياسة اداة طيعة للدين دون ان يجعلوا الاسلام اداة للسياسة. وانما يقومون بهذا العمل ليمدّوا هذه الحكومة بالقوة المعنوية للاسلام وتصبح قوية راسخة بقوّة اربعمائة مليوناً من اخوانهم الحقيقيين الظهيرين لهم، لكي ينجو اهل السياسة الحاضرة من التسول لدى ابواب ظلمة اوروبا.
فهذا الاتهام المجحف يوصم هؤلاء الغيارى بـ "الرجعية" ويظهرهم بأنهم يضرون البلاد والعباد. ألا إن هذا بهتان عظيم واتهام غادر لا حدود له.
هذا وان هناك نوعين من الرجعية، كل منهما يستند الى قانون اساس:
الاول: الرجعية الحقيقية، وهي رجعية سياسية اجتماعية، اصبح قانونها الاساس محوراً لكثير من المظالم والسيئات.
الثاني: هو اساس الرقي الحقيقي والعدالة الحقة، ولكن اطلق عليه - ظلماً - الرجعية.
النقطة الثانية:

لايوجد صوت