وحسب هذه الحجة لا يعبأ باعدام مائتي شخص بالرصاص مثلما اُُفني ثلاثون مليوناً من الاشخاص في الحرب العالمية الاولى للسياسة الخاطئة التي ارتكبها ثلاثة الاف شخص. وقس على هذا المنوال الوف الامثلة.
ان لطلاب القرآن و خدّامه ازاء هذه المظالم الفظيعة لهذه الرجعية الوحشية مئات من قوانين القرآن الاساسية من امثال ﴿ولا تزر وازرة وزر اخرى﴾ (الانعام:164) التي تحقق العدالة الحقة والاتحاد والاخوة. فاطلاق الرجعية على اهل الايمان الذين يحققون العدل والاخوة، واتهامهم بذلك يشبه تفضيل ظلم "يزيد" الملعون على عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكترجيح محاكم التفتيش على عدالة القرآن الكريم العظيمة.
لذا يلزم لاهل السياسة الذين يسعون للحفاظ على سلامة هذه البلاد وبحكومتها الاسلامية ان يأخذوا هذه الحقيقة بنظر الاعتبار. وبخلافه فان التيارات المعارضة للحكومة واصرارها على المعارضة تنهك القوى، فلا تكفي تلك القوة الضعيفة لضمان مصالح البلاد وارساء النظام، ولا تحافظ على كيانها ولو بالاستبداد.
وما هذا الاّ فسح المجال لبذر بذور الثورة الفرنسية في هذه البلاد. و هذا مما يستحق القلق عليه.
مادامت تُعطى رشاوى من التنازلات المعنوية لاجل اقرار السياسة الاجنبية مقابل ما يقدمونه من مساعدات تافهة موقتة، بسبب ما نعانيه من الضعف الناشئ من الاختلاف، حتى غدت اللامبالاة تهيمن على اخوة اربعمائة مليوناً من المسلمين وعدم الاكتراث بمسلك مليار من الاسلاف العظام، بل رأوا انفسهم مضطرين الى دفع مبالغ ضخمة كمرتبات للموظفين لاجل عدم الاضرار بادارة الدولة ونظام البلاد من دون مراعاة لما يعانيه الناس من فقر مدقع.
ان مايعطيه ارباب السياسة الحاليون في هذه البلاد من رشاوى الى الغرب والى الاجانب ومن تنازلات سياسية و معنوية، عليهم ان يعطوا عشرة امثالها بل ينبغي لهم ان يدفعوها لاجل اقرار اخوة اربعمائة مليوناً من المسلمين والتي ستتشكل على صورة جمهوريات اسلامية متحدة. وذلك لاجل سلامة هذه البلاد والحفاظ على كيان هذه الامة، وسوف يكون ذلك هدية ضرورية وأتاوة لا ضرر فيها.
فتلك الرشوة الواجبة، الجائزة النافعة جداً بل الضرورية المقبولة هي اتخاذ الدساتير المقدسة منهجاً للعمل، تك الدساتير التي هي اساس التعاون الاسلامي