مليوناً من القفقاس، فهؤلاء جميعاً تربطهم الاخوة وحسن الجوار وحاجة بعضهم الى البعض الآخر.
فأنا اسألكم! ايمّا ضرورى اكثر: الدرس الذي يتلقاه الطالب في مدرسة "وان" الجامعة بين الشعوب والامم، ام الدرس الذي ينفّر بين تلك الشعوب ويحصر تفكيره بقومه فقط وينكر اخوة الاسلام، ويبذل جهده لتعلم العلوم الفلسفية دون اعتبار للعلوم الاسلامية، ألا تكون حاله كحالة الطالب الثانية؟
وعقب هذا السؤال قام المتغربون من النواب والمتحللون عن الاعراف الاسلامية بتوقيع القرار. ولا ارى داعياً لذكر اسمائهم.. سامحهم الله، لقد توفوا.
رابعاً: ادخل رئيس الجمهورية انشاء الجامعة في الشرق ضمن المسائل السياسية المهمة، حتى انه حاول اصدار قانون لتخصيص ستين مليوناً من الليرات لإنشائها.
ان هذه الجامعة حجر الاساس لإحلال السلام في الشرق الاوسط وقلعته الحصينة وستثمر فوائد جمة لصالح هذه البلاد والعباد بإذن الله.
ان العلوم الاسلامية ستكون اساساً في هذه الجامعة، لأن القوى الخارجية المدمّرة قوى إلحادية، تمحي المعنويات، ولا تقف تجاه تلك القوى المدمرّة الاّ قوة معنوية عظيمة فيها، تنفلق على رأسها كالقنبلة الذرية.
وحيث انكم ترون انفسكم مضطرين الى استشارة امريكا واوروبا في هذه المسألة الاّ ان لي الحق ايضاً أن أدلي برأيى فيها حيث قضيت خمساً وخمسين سنة من عمري لتحقيقها. بل ننتظر ذلك منكم باسم الامة جميعاً.
سعيد النورسى