السلام العام للبشرية قاطبة. هذا ما احسسته في روحى ورأيته لزاماً عليّ ان اكتب الىكم هذه الحقيقة، حيث وردت الى قلبي في الصلاة واذكارها.
انني كما يعلم الجميع تركت الدنيا والسياسة منذ اكثر من اربعين سنة، الاّ ان الذي دفعني الى بيان هذا الاخطار القلبي والعلاقة القوية التي شعرت بها هو: تأثير رسائل النور - التي كشفت منذ خمسين سنة عن اقصر طريق لانقاذ الايمان والمعجزة المعنوية للقرآن الكريم في هذا العصر - في البلدان العربية والباكستان اكثر من اي بلاد اخرى، حتى وردنا خبر مفاده ان طلاب النور في تلك الاماكن يزيدون ثلاثة اضعاف على ما ثبتته المحاكم هنا. لذا اضطرت روحي الى بيان ومشاهدة هذه النتيجة العظيمة وانا على عتبة القبر.
ثانيتها: لقد ظهرت اضرار النعرة القومية والعنصرية في عهد الامويين، كما فرّقت الناس شرّ فرقة في بداية عهد الحرية واعلان الدستور، حيث تأسست النوادى والتكتلات، كما استغلت اثارة النعرة القومية مجدداً للتفريق بين الاخوة العرب النجباء وبين الاتراك المجاهدين، فعّم الاضطراب وسُلبت راحة الناس.
علماً ان الاضرار بالناس باعمال سلبية هو فطرة القومية والعنصرية التي فطروا عليها. والاتراك مسلمون في انحاء العالم كافة فقوميتهم مزجت بالاسلام لا يمكن فصلهم عنه. فالتركي يعني المسلم. حتى ان غير المسلم منهم لا يكون تركياً. وكذلك العرب فان قوميتهم مزجت بالاسلام ايضا وينبغى هكذا. فقوميتهم الحقيقية هي الاسلام وهو حسبهم. ألا إن العنصرية ودعوى القومية خطر عظيم. نسأل الله أن يدفع تعاونكم مع العراق والباكستان أضرار هذه الدعوى الخطرة ويكسب للاتراك اربعمائة مليوناً من الاخوة بدلاً من خمسة ملايين من العنصريين. ويكسب فى الوقت نفسه صداقة ثمانمائة مليوناً من النصارى وسائر الاديان الاخرى المحتاجين الى اقرار السلام .
ثالثاً: قبل خمسة وستين عاماً اخبرنى وال من الولاة انه قرأ في الصحف بأن وزير المستعمرات البريطاني خطب وبيده نسخة من المصحف الشريف قائلاً: "اننا لا نستطيع ان نحكم المسلمين ما دام هذا الكتاب بيدهم، فلا مناص لنا من ان نزيله من الوجود او نقطع صلة المسلمين به".
وهكذا دأبت المنظمات المفسدة الرهيبة على تحقيق هاتين الخطتين: اسقاط شأن القرآن الكريم من اعين الناس، وفصلهم عنه. فسعوا في هذا المضمار سعياً حثيثاً إضراراً بهذه الامة المنكوبة البريئة المضحية.