ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 81
(1-86)

المطلق، علام الغيوب، وبحكمة العليم النافذ حكمه في الكون كله، فتستفيض الانوار من اسمه "النور" فهو "نور النور، وخالق النور، ومدبر النور".
وعلى غرار هذين المثالين هناك ما لا يحد من الامثلة والنماذج.
وهكذا فكما تقدم الكائنات جميع ما فيها من انوار، وحسن وجمال، وطيبات، وكلمات طيبة، وخيرات وكمالات الى الذات الجليلة بلسان حال عنصر النور بـ: "الطيبات لله" فان نتيجة خلق الكائنات وسبب خلق الكونy قد قال ايضا بذلك المعنى الكلي في ليلة المعراج: "الطيبات لله" باسم جميع موجودات الكون التي بعث اليه.
فالرسول الاعظمy بعد ان قال هذه الكلمات الجميلة الاربع - بعدد ذرات الانام - بدلا من السلام في ليلة المعراج، قابله الرب الجليل سبحانه وتعالى - كما هو موضح في رسائل النور - بقوله:
"السلام عليك ايها النبي" دليلاً على رضاه وقبوله منه ما قدم من تحيات، واشارة منه سبحانه الى امته - بأمر معنوي - ان يقولوا مثله؛ السلام عليك ايها النبي.
وعند ذلك قال الرسولy مباشرة: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" جاعلا من ذلك السلام الالهي المقدس سلاما عاما شاملا لنفسه ولامته ولامثاله من الانبياء - عليهم السلام - ولجميع المخلوقات، حيث هو المبعوث اليهم جميعا.
فما تقوله امتهy في كل صلاة: "السلام عليك ايها النبي" ما هو الا امتثال لما في ذلك السلام الالهي المقدس من امر . وهو في الوقت نفسه بيعة مع الرسولy، و تجديد يومي لبيعته، اي الرضى به رسولا والطاعة والانقياد لما جاء به، وهو في الوقت نفسه تهنئة و تحية لرسالته.. وشكران يقدمه العالم الاسلامي اجمع يوميا لما بشّرهم به من سعادة ابدية.

لايوجد صوت