"المباركات .. لله" وقدم في الحضور الإلهي جميع "المباركات" التي لا يحصرها العد، اي:
"ان جميع هذه الحالات اللطيفة والاوضاع البديعة، والاتقان والابداع، التي تدفع كل ناظر الى ان يقول من اعجابه: "بارك الله.. ماشاء الله" .. جميعها خاصة لقدرة الله الجليلة وحدها".
وكذا عنصر "الهواء" وهو الثالث في دنيا كل أحد.. فان كل ذرة من ذرات قبضة صغيرة منه، حتى لو كانت بمقدار كلمة "هو " تحمل في طيات وظائفها - كمركز للاستلام والنقل - جميع الادعية وجميع الصلوات و جميع التضرعات وجميع العبادات والتي تعبر عنها جميعا بـ : "الصلوات". فيصبح الهواء لساناً كلياً ذاكراً بأحواله بعدد ذراته التي لا تعد ولا تحصى جميع تلك الكلمات وتقدمها الى خالقها العظيم، لذا فقد قال الرسول الكريمy: "الصلوات لله" باسم جميع تلك الذرات معبراً عن ذلك المعنى الكلي، وقدّمها الى الحق سبحانه وتعالى. اي:
"ان جميع الادعية والتضرعات التي يتضرع بها المضطرون والشكر والحمد على النعم، والعبادات والصلوات كلها خاصة لخالق كل شئ، لله وحده". لانه كما ذكر في البحث المذكور آنفا:
إما ان ذرات قبضة هواء - بقدر كلمة "هو" - تتقن اللغات جميعها، وترى مواضع من يتكلمون بها، وتسمع كل ما هو قريب أو بعيد، و تجيد لفظة كل لهجة ومخارج كل حرف، مع وظائف اخرى كثيرة، من دون اختلاط ولا تشوش. بمعنى انها تكون مالكة لقدرة مطلقة وارداة مطلقة!. وهذا محال في محال بعدد ذرات الهواء!
او ان كل ذرة من تلك الذرات تدل على الصانع الحكيم يقينا و تشهد على جميع صفاته الجليلة بلا ريب، بل كأنها تسع - بمقياس مصغر - جميع شهادات العالم على الصانع الجليل. اي ان الصلوات التي قدمت بعدد الذرات، والتي تعبر عنها بـ "الصلوات لله" قد قدمها الرسول الكريمy ليلة المعراج بهذا المعنى الكلي الى الله سبحانه وتعالى.
وكذا عندما تقال الكلمة الطيبة: "الطيبات" تصبح النار والنور، اي عنصر النور المادي والمعنوي - بحرارة او بدونها - لسانا كليا ذاكرا يردد: "الطيبات لله" يرددها بما لايحد من ألسنة احواله، اي: