ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 79
(1-86)

"ان جميع الكلمات الطيبة، والمعاني الزكية، وبدائع الحسن والجمال، وتجليات الاسماء الحسنى الازلية المتلمعة على خد الكائنات وجميع سنا الجمال الزاهي المشاهد على المخلوقات والكائنات بايمانالمؤمنين وفي طليعتهم الانبياء عليهم السلام والاولياء الصالحون والاصفياء العاملون.. وجميع الاقوال الطيبة الجميلة النابعة من ايمان المؤمنين وتحميداتهم و تشكراتهم وتهليلاتهم وتسبيحاتهم و تكبيراتهم المتعالية صاعدة الى العرش الاعظم بدلالة الآية الكريمة: ﴿اليه يصـعد الكلم الطيـب﴾(فاطر:10).. فجميع هذه الكلمات الطيبات المتوجهة الى العرش الاعظم، مع جميع اشكال الجمال والحسن والطيب التي لا تحد والناشئة من أحد أجمل الوجوه الثلاثة للدنيا، وهي وجهها المرآة المتوجهة الى الاسماء الحسنى، مع ما لا يحد من الحسنات والخيرات والثمرات المعنوية المزروعة في الوجه الثاني للدنيا وهي مزرعة الآخرة.. كل هذه "الطيبات" خاصة بكاملها لله وحده.. القدير المطلق. سلطان الازل والابد.
فهذا المعنى الكلي، وبلسان العبودية الكلية للنار والنور قدّمه سيد الكون رسولنا الاكرمy بهذه الكلمة الطيبة: "الطيبات.. لله" باسم جميع المخلوقات، الى المعبود ذي الجلال سبحانه، اذ يحمل النور المادي والمعنوي من الشهادات والدلالات - الجزئية والكلية - على الله سبحانه ما لا يحصره العد.
نعم ، ان النور والنار - كما هو الحال في التراب والهواء والماء - يدلان بالبداهة دلالة قاطعة وبالضرورة وبتلك النماذج على أن الاسباب كلها ليست الا حجبا، والتأثير والايجاد كله انما هو من القدير ذي الجلال.
حيث ان النور - كالحياة والوجود تماما - ينال الوجود بصدوره مباشرة من القدرة الالهية، فلا تتوسط الاسباب الظاهرية حجابا دونه في اية جهة كانت. ومن هنا فانه يدل على الاحدية ضمن الواحدية، اي: يشير بوظيفة جزئية صغيرة جداً الى دليل واسع كلي للاحدية - كما اثبت ذلك في (نكتة في لفظ "هو" مع هوامشها باختصار).
وسنذكر هنا مثالين اثنين فقط من بين ملايين الملايين من الامثلة:
المثال الاول:
هو ما يظهر على صورة علم في جزء من ومضة نور معنوي، في دماغ انسان يملك قوة حافظة لا تتجاوز حجم ظفر، هذا الشخص ادرج في دماغه كلمات تسعين كتابا، ويتم قراءة هذا الجزء فقط من حافظته في ثلاثة اشهر بمعدل ثلاث ساعات يوميا، ويمكنه ان يراجع ويخرج من تلك الحافظة ما يشاء و

لايوجد صوت