ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 77
(1-86)

احد هذه العناصر هو "التراب".. هذا التراب اصبح لسانا ذاكراً، وكل ذي حياة غدا كلمة ذات حياة ناطقة بـ"التحيات.. لله" . وذلك:
ان حفنة من تراب يمكن ان تكون موضع استنبات معظم النباتات.. فإما ان فيها من المصانع المعنوية -بمقياس مصغر جداً- ما تتمكن من توليد تلك النباتات، وبعدد يفوق عدد المصانع التي نصبها الانسان في العالم.. وهذا محال في محال، او ان ذلك الاستنبات يحصل بقدرة قدير مطلق، وبعلمه المحيط وارادته الشاملة.
فعنصر التراب اذن ينال بهذا دلالة على الله بجميع ذراته وأجزائه؛ لذا يردد: "التحيات لله". اي يقول:
"ان الحياة الموهوبة لجميع الاحياء من الازل الى الابد خاصة لذات الله المقدسة سبحانه وتعالى".
وكذا العنصر الآخر لدنياي الخاصة - كما هو لدنيا الآخرين - وهو "الماء". رأيته قد اصبح كذلك لساناً كليا يلهج بأحواله و بجميع ذراته الكلمة المباركة: "المباركات" وينشرها في ارجاء الكائنات كلها بملايين بل ببلايين بل بما لايعد ولا يحصى من المرات. ولاسيما خدمته في انماء الاحياء واعاشتها، حيث الوظائف التي تقوم بها قطرات الماء ولاسيما في انماء النطف والنوى والبذور و تنبيهها لأداء وظيفتها الفطرية.. وقيام تلك المخلوقات الصغيرة الجميلة البديعة، وتلك الصغار المباركة باوضاعها اللطيفة بوظائف عظيمة وفي منتهى الاتقان والانتظام حتى يستنطق جميع ذوي الشعور فيقولوا من اعجابهم:
"بارك الله .. ماشاء الله" ويرددها بما لايعد ولا يحصى من المرات.. فأداء تلك الوظائف على ذلك الوجه المتقن يتطلب حتما ان يكون لكل ذرة من ذرات الماء من العلم ما لالف ألف افلاطون! ومن الحكمة والارادة ما لالف الف لقمان الحكيم!. وهذا محال في محال بعدد ذرات الماء!..
فاذاً لا تتم تلك الامور المتقنة الا بقدرة قدير ذي جلال وبارادته ، وبرحمة رحمن رحيم وبحكمته.
فتلك الاحياء الصغيرة المباركة التي اظهرت تلك المعجزات التي لا تعد ولا تحصى تردد اذن بألسنة احوالها جميعا وبعددها الكلمة الكلية: "المباركات.. لله".
ومن هنا فقد قال ثمرة خلق العالم رسولنا الاكرمy في ليلة المعراج متكلماً باسم جميع المخلوقات:

لايوجد صوت