ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 84
(1-86)

وقد قررتُ قبل خمس وستين سنة ان اجابه هذه المؤامرات الخطرة مستمداً القوة من القرآن العظيم، فألهمني قلبى طريقاً قصيراً الى الحقيقة، وانشاء جامعة ضخمة. فمنذئذ نسعى لانقاذ آخرتنا. واحدى ثمراته في الدنيا انقاذ حياتنا الدنيوية من الاستبداد المطلق والنجاة من مهالك الضلالة وانماء علاقات الاخوة بين الاقوام الاسلامية. وقد وجدنا وسيلتين في هذه السبيل:
الوسيلة الاولى: رسائل النور التي تقوي وشائج الاخوة الايمانية بتقوية الايمان. والدليل على ذلك تأليفها في وقت الظلم والقسوة الشديدة، وتأثيرها البالغ في انحاء العالم الاسلامي وفي اوروبا وامريكا - في الوقت الحاضر - وغلبتها على المخلّين بالنظام والفلسفة الملحدة، وظهورها على المفاهيم الالحادية السارية كالفلسفة الطبيعية والمادية مع عدم جرحها من قبل اية محكمة او لجنة خبراء. وسيتبنى امثالكم بإذن الله ممن كشفوا عن مفتاح الاخوة الاسلامية، هذه الرسائل التي تمثل نوراً من انوار القرآن الكريم وينشرها في العالم الاسلامى كله.
الوسيلة الثانية: قبل خمس وستين سنة اردت الذهاب الى الجامع الازهر باعتباره مدرسة العالم الاسلامي، لأنهل فيه العلوم. ولكن لم يُكتب لي نصيب فيه، فهداني الله الى فكرة وهى:
ان الجامع الازهر مدرسة عامة في قارة افريقيا، فمن الضروري انشاء جامعة في آسيا على غراره، بل اوسع منه بنسبة سعة آسيا على افريقيا. وذلك لئلا تفسد العنصرية الاقوام في البلدان العربية والهند وايران والقفقاس وتركستان وكردستان وذلك لاجل إنماء الروح الاسلامية التي هي القومية الحقيقية الصائبة السامية الشاملة فتنال شرف الامتثال بالدستور القرآنى ﴿إنما المؤمنون اخوة﴾(الحجرات:10) وكذلك لتتصافح العلوم النابعة من الفلسفة مع الدين، وتتصالح الحضارة الاوروبية مع حقائق الاسلام مصالحة تامة. ولتتفق المدارس الحديثة وتتعاون مع المدارس الشرعية في الاناضول.
لذا بذلت جهدي كله لتأسيس هذه الجامعة في مركز الولايات الشرقية التى هي وسط بين الهند والبلاد العربية وايران والقفقاس وتركستان، وأسميتها "مدرسة الزهراء". فهي مدرسة حديثة ومدرسة شرعية في الوقت نفسه.
فمثلما بذلت جهدي في سبيل انشاء هذه الجامعة بذلته في سبيل نشر رسائل النور. هذا وان السلطان رشاد رحمه الله هو اول من قدّر اهمية انشاء هذه الجامعة، فخصص عشرين الف ليرة ذهبية لانجاز بنائها فقط. وحينما

لايوجد صوت