ملحق أميرداغ -2 | المكتوب السابع والعشرون | 85
(1-86)

رجعت من الاسر في الحرب العالمية الاولى وافق ثلاثة وستون ومئة نائباً - من بين مائتين - في البرلمان ووقّعوا على تخصيص مائة وخمسين الف ليرة - بقيمة الليرة الثمينة آنئذٍ - للغرض نفسه. وكان مصطفى كمال من ضمنهم. وهذا يعنى انهم أولوا لانشاء هذه الجامعة اهمية اكثر من اي شئ آخر. بل حتى وقّع ذلك القرار المتغربون من النواب الذين لا يهمهم امر الدين من قريب او بعيد والذين قطعوا صلتهم بالاعراف الاسلامية سوى اثنين منهم حيث قالا: نحن بحاجة الى الحضارة الغربية اكثر من حاجتنا الى الجمع بين العلوم الدينية والحديثة.
وأنا بدورى اجبتهم بالآتي:
لنفرض فرضاً محالاً انتم لستم بحاجة الى ذلك، ولكن ظهور اكثر الانبياء في آسيا والشرق وظهور اكثر الحكماء والفلاسفة في الغرب يدل على ان الذي يدفع آسيا الى الرقي الحقيقي هو الشعور الدينى اكثر من العلوم والفلسفة. فان لم تأخذوا بهذا القانون الفطري واهملتم الاعراف الاسلامية بحجة التغرب واسستم الدولة على الالحاد، فانتم مضطرون ايضاً الى الانحياز الى الاسلام - لصالح الوطن والامة - اقراراً للسلام في الولايات الشرقية الواقعة بين اربع دول كبرى.
وأورد لكم مثالاً واحداً من بين الوف الامثلة:
حينما كنت في مدينة "وان" قلت لاحد طلابي الاكراد الغيورين: لقد خدم الاتراك الاسلام كثيراً، فكيف تراهم؟ قال: اني افضل تركياً مسلماً على شقيقي الفاسق، بل ارتبط به اكثر من ارتباطي بوالدي، لخدمته الايمان خدمة فعلية.
ومرت الايام والسنون، ودخل ذلك الطالب -أيام أسري- المدرسة الحديثة في استانبول. ثم قابلته بعد عودتي فلمست ان عرق القومية الكردية قد تحرك فيه من جراء الدعوى العنصرية التركية لدى بعض معلميه. فقال لي: انني افضل الآن كوردياً فاسقاً مجاهراً بل ملحداً على تركي صالح.. ثم جلست معه بضع جلسات فأنقذته بإذن الله، فاقتنع ان الاتراك هم جنود ابطال لهذه الامة.
فيا ايها النواب السائلون! ان في الشرق حوالي خمسة ملايين من الاكراد وحوالي مائة مليوناً من الايرانيين والهنود وسبعين مليوناً من العرب واربعين

لايوجد صوت