اشارات الاعجاز | السورة الاولى من الزَّهْرَاوَيْنِ | 44
(42-48)

الـۤـــمۤ

اعلم! ان ههنا مباحث اربعة:
المبحث الاول:
ان الاعجاز قد تنفّس من اُفق ﴿الـۤـم﴾ لأن الاعجاز نور يتجلى من امتزاج لمعات لطائف البلاغة. وفي هذا المبحث لطائف كل منها وإن دقَّ لكن الكل فجرٌ صادق.
منها: ان ﴿الـۤـم﴾ مع سائر اخواتها في أوائل السور تنصّف كل الحروف الهجائية التي هي عناصر كل الكلمات. فتأمل!.
ومنها: ان النصف المأخوذ اكثر استعمالاً من المتروك.
ومنها: ان القرآن كرر من المأخوذ ماهو اَيْسَرُ على الألسنة كالألف واللام.
ومنها: انه ذكر المقطّعات في رأس تسع وعشرين سورة عدة الحروف الهجائية.(1)
ومنها: ان النصف المأخوذ ينصّف كل ازواج أجناس طبائع الحروف من المهموسة والمجهورة والشديدة والرخوة والمستعلية والمنخفضة والمنفتحة وغيرها، واما الاوتار فمن الثقيل القليل كالقلقلة؛ ومن الخفيف الكثير كالذلاّقة.(2)

--------------------

(1) عدة حروف الهجاء تسع وعشرون مع الالف الساكنه.
(2) فذكر من (المهموسة) وهي ما يضعف الاعتماد على مخرجه، ويجمعها (ستشحثكخصفه) نصفها وهي الحاء والهاء والصاد والسين والكاف. ومن البواقي (المجهورة) نصفها يجمعه (لن يقطع أمر) ومن (الشديدة) الثمانية المجموعة في (اجدت طبقك) اربعة يجمعها. ومن البواقي (الرخوة) عشرة يجمعها (حمس على نصره) ومن المطبقة التي هي الصاد والضاد والطاء والظاء نصفها. ومن البواقي (المنفتحة) نصفها. ومن (القلقلة) وهي حروف تضطرب عند خروجها ويجمعها (قد طبج) نصفها الاقل لقلتها. ومن (اللينتين) الياء لأنها أقل ثقلاً، ومن (المستعلية) وهي التي يتصعد الصوت بها في الحنك الاعلى وهي سبعة: القاف والصاد والطاء والخاء والغين والضاد والظاء نصفها الاقل، ومن البواقي (المنخفضة) نصفها... (تفسير البيضاوي).

 

لايوجد صوت