اشارات الاعجاز | السورة الاولى من الزَّهْرَاوَيْنِ | 46
(42-48)

فكأن القرآن يقول: (لا أطلب منكم إلاّ نظم البلاغة فجيئوا به مفتريات).
ومنها: ان التعبير عن الحروف باسمائها من رسوم أهل القراءة والكتابة(1)، ومن يسمعون منه الكلام امّيّ مع محيطه، فنظراً الى السجية - مع ان اول ما يتلقاهم خلاف المنتظر - يرمز إلى: (ان هذا الكلام لايتولد منه بل يُلقى اليه).
ومنها: ان التهجي أساس القراءة ومبدؤها(2) فيومئ الى أن القرآن مؤسس لطريق خاص ومعلم لأمّيين.
ومن لم ير نقشاً عالياً من انتساج هذه الخيوط - وإن دقّ البعض - فهو دخيل في صنعة البلاغة فليقلِّد فتاوى أهلها.
المبحث الثالث:
ان ﴿الـۤـم﴾ إشارة إلى نهاية الايجاز، الذي هو ثاني أساسَي الاعجاز.
وفيه لطائف:
منها: ان ﴿الـۤـم﴾ يرمز ويشير ويومئ ويُلَوِّح ويلَمِّح بالقياس التمثيلي المتسلسل الى: (ان هذا كلام الله الأزلي نزل به جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام). لانه كما ان الاحكام المفصلة في مجموع القرآن قد ترتسم في سورة طويلة إجمالا؛ وقد تتمثل سورة طويلة في قصيرة إشارة؛ وقد تندرج سورة قصيرة في آية رمزاً؛ وقد تندمج آية في كلام واحد تلويحاً؛ وقد يتداخل كلام في كلمة تلميحاً، وقد تتراءى تلك الكلمة الجامعة في حروف مقطعة، كـ (سين لام ميم).. كالقرآن في البقرة، والبقرة في الفاتحة، والفاتحة في (بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيْم) و

-------------------

(1) كالتعبير عن الحروف (أ، ل) بألف لام، فهذا التعبير باسماء الحروف هو من اصول اهل القراءة والكتابة (ت:34)
(2) اى ان التهجى يخص المبتدئين بالقراءة (ت:34)

لايوجد صوت