اشارات الاعجاز | السورة الاولى من الزَّهْرَاوَيْنِ | 47
(42-48)

(بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيْم) في البسملة المنحوتة(1)؛ كذلك يجوز ذلك في ﴿الـۤـم﴾ أيضا.
فبالاستناد الى هذا القياس التمثيلي المتسلسل، وباشارة ﴿ذلك الكتاب﴾ يتجلى من ﴿الـۤـم﴾: (هذا كلام الله الأزلي نزل به جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام).
ومنها: ان الحروف المقطعة كالشفرة الإلهية أبرقها الى رسوله الذي عنده مفتاحها. ولم يتطاول يدُ فكر البشر اليه بعد.
ومنها: ان ﴿الـۤـم﴾ اشارة الى شدة ذكاوة المنزَل عليه رمزاً الى ان الرمز له كالتصريح.(2)
ومنها: ان التقطيع اشارة الى ان قيمة الحروف ليست في معانيها فقط بل بينها مناسبات فطرية كمناسبة الاعداد، كشَفَها علم أسرار الحروف.
ومنها: ان ﴿الـۤـم﴾ خاصة، اشارة بالتقطيع الى المخارج الثلاثة من الحلق والوسط والشفة، وترمز تلك الاشارة الى إجبار الذهن للدقة، وشق حجاب الأُلفة؛ ليلجأ الى مطالعة عجائب ألوان نقش خلقة الحروف.
فيا من صبغ يده بصنعة البلاغة! ركِّب قطعاتِ هذه اللطائف وانظرها واحدة، واستمع، لتقرأ عليك: (هذا كَلاَمُ الله).
المبحث الرابع:
ان ﴿الـۤـم﴾ مع أخواتها لما برزت بتلك الصورة كانت كأنها تنادى: (نحن الائمة؛ لا نقلد أحداً وما اتبعنا إماماً، وأُسلوبنا بديع، وطرزنا غريب).
وفيه لطائف:

-----------------

(1) المقصود: النحت اللغوى.
(2) اى لكمال ذكائه يفهم ماهو رمز وايماء وامر خفى، كالصريح (ت:35)

لايوجد صوت