اشارات الاعجاز | السورة الاولى من الزَّهْرَاوَيْنِ | 45
(42-48)

ومنها: ان النصف المأخوذ من طبائعها ألطفُ سجيةً.
ومنها: ان القرآن اختار طريقاً في المقطعات من بين اربعة وخمسمائة احتمال، لا يمكن تنصيف طبائع الحروف الا بتلك الطريق، لان التقسيمات الكثيرة متداخلة ومشتبكة ومتفاوتة. ففي تنصيف كلٍ غرابة عجيبة.
فمن لم يجتن نور الاعجاز من مزج تلك اللمعات فلا يلومنّ الاّ ذوقه.
المبحث الثاني:
اعلم ان ﴿الـۤـم﴾ كقرع العصا يوقظ السامعَ ويهزُّ عِطفه بأنه - بغرابته - طليعةُ غريبٍ وعجيبٍ.
وفي هذا المبحث ايضاً لطائف:
منها: ان التهجي وتقطيع الحروف في الاسم اشارة الى جنس ما يتولد منه المسمى.
ومنها: ان التقطيع اشارة الى ان المسمى واحد اعتباريّ لا مركب مزجي.
ومنها: ان التهجي بالتقطيع تلميح الى إراءة مادة الصنعة؛ كإلقاء القلم والقرطاس لمن يعارضك في الكتابة. كأن القرآن يقول: (أيها المعاندون المدّعون! انكم امراء الكلام، هذه المادة التي بين أيديكم هي التي أصنع فيها ما أصنع).
ومنها: ان التقطيع المرمز الى الاهمال عن المعنى يشير الى قطع حجتهم بـ (إنّا لانعرف الحقائق والقصص والاحكام حتى نقابلك).

لايوجد صوت