اشارات الاعجاز | اِنًّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَاَنْ | 85
(81-88)

قيل لك: انهم ليسوا مكلفين بالتفصيل حتى يلزم المحال.
ثم في ايراد ﴿كفروا﴾ فعلاً ماضياً، اشارة الى انهم اختاروا الكفر بعد تبين الحق فلذا لايفيد الانذار.
واما ﴿سواء﴾ فمجاز عن: (انذارك كعدم الانذار في عدم الفائدة او في صحة الوقوع) اي لاموجب للانذار ولا لعدمه.
واما ﴿عليهم﴾ ففيه ايماء الى انهم اخلدوا الى الارض فلا يرفعون رؤوسهم ولا يصغون الى كلام آمرهم.. وفيه أيضا رمز الى انه ليس سواء عليك، لان لك الخير في التبليغ؛ اذ ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إلاّ البَلاغُ﴾(سورة المائدة:99).
واما ﴿ءَاَنذرتهم ام لم تنذرهم﴾ فالهمزة واَمْ هنا في حكم (سواء حرفي)، تأكيد لسواء الاول. أو تأسيس نظراً الى اقتسامهما المعنيين المذكورين للمساواة.
 ان قلت: فلِمَ عبّر عن المساواة بصورة الاستفهام؟
قيل لك: اذا اردت ان تنبه المخاطب على عدم الفائدة في فعل نفسه بوجه لطيف مقنع لابد ان تستفهم ليتوجه ذهنُه الى فعله فينتقل منه الى النتيجة فيطمئن.. ثم العلاقة بين الاستفهام والمساواة تضمنه لها؛ اذ السائل يتساوى في علمه الوجود والعدم.. وايضا كثيرا مايكون الجواب هذه المساواة الضمنية.
 ان قلت: لِمَ عبّر عن الانذار في (أنذرتهم) بصورة الماضي؟
قيل لك: لينادي (يا محمد قد جرَّبْتَ) فقس!
 ان قلت: لِمَ ذكر ﴿ام لم تنذرهم﴾ مع ان عدم فائدة عدم الانذار ظاهر؟
قيل لك: كما قد ينتج الانذار اصراراً، كذلك قد يجدي السكوت انصاف المخاطب.

لايوجد صوت