اشارات الاعجاز | وَإنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى | 216
(192-221)

الريب ترتابونه فالجواب واحد وهو: ان هذا معجز وحق. فتخطئتكم بالنظر السطحيّ خطأ فلا يلزم لكل ريب جواب خاص. ألا ترى ان من رأى رأس عين وذاقه عذبا فراتا لا يحتاج الى ذوق كل جدول وفرع قد تشعب منه.. و(من) في ﴿مما نزلنا﴾ ايماء الى تقدير لفظ (في شئ مما) ولفظ ﴿نزلنا﴾اشارة الى ان منشأ شبهتهم هو صفة النزول. فالجواب القاطع اثبات النزول فقط. وايثار ﴿نزّلنا﴾ الدال على النزول تدريجا على (انزلنا) الدال عليه دفعة اشارة الى ان ما يتحججون به قولهم: لولا انزل عليه دفعة. بل على مقتضى الواقعات تدريجاً نوبة نوبة نجماً نجماً سورة سورة.. وايثار العبد على (النبي) و (محمد) اشارة الى تعظيم النبي، وايماء الى علو وصف العبادة، وتأكيد لأمر (اعبدوا) ورمز الى دفع أوهامٍ بان النبيّ عليه السلام أعبد الناس وأكثرهم تلاوة للقرآن الكريم. فتفكر!.
وان جملة ﴿فأتوا بسورة من مثله﴾ الأمر في ﴿فأتوا﴾ للتعجيز، وفيه التحدِّي والتقريع والدعوة الى المعارضة والتجربة ليظهر عجزهم.. ولفظ ﴿بسورة﴾ اشارة الى نهاية افحام، وشدة تبكيت، وغاية إلزام؛ إذ:
أول طبقات التحدِّي هو:
ان يقال: فأتوا بمثل تمام القرآن بحقائقه وعلومه واخباراته الغيبية مع نظمه العالي من شخص امّي !
وثانيتها: ان يقال:
ان لم تفعلوا كذا فأتوا بها مفتريات لكن بنظم بليغ مثله.
وثالثتها: ان يقال:
ان لم تفعلوا هكذا ايضاً فأتوا بمقدار عشر سور.
ورابعتها:

لايوجد صوت