اشارات الاعجاز | قالوا عنالقرآن | 292
(288-339)

-2-
(.. ان اعظم نتائج العلم يمكن ان تستخدم في اغراض هدمية او بنائية. وربما كان هذا هو المقصود بما ورد في القرآن خاصاً باستخدام الحديد: ﴿وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس﴾(سورة الحديد:25). واظهر مثال من هذا الآن بالضرورة هو استخدام النشاط الذرى - الذى نشطت بحوثه - لضرورة حربية..)(1)
بلاشير (2)
-1-
(.. ان الفضل بعد الله يعود الى الخليفة عثمان بن عفان (رضى الله عنه) لإسهامه قبل سنة 655هـ في ابعاد المخاطر الناشئة عن وجود نسخ عديدة من القرآن، واليه وحده يدين المسلمون بفضل تثبيت نص كتابهم المنزل، على مدى الاجيال القادمة).(3)
-2-
(لاجرم في انه اذا كان ثمة شئ تعجز الترجمة عن ادائه فانما هو الاعجاز البيانى واللفظي والجرس الايقاعي في الايات المنزلة في ذلك العهد.. ان خصوم محمد (عليه الصلاة والسلام) قد اخطأوا عندما لم يشاءوا ان يروا في هذا إلاّ اغاني سحرية وتعويذية، وبالرغم من اننا على علم - استقرائياً فقط - بتنبؤات الكهان، فمن الجائز لنا الاعتقاد مع ذلك بخطل هذا الحكم وتهافته، فان للايات التى اعاد الرسول (عليه الصلاة والسلام) ذكرها في هذه السور اندفاعاً وألَقاً وجلالةً تخلّف وراءها بعيداً اقوال فصحاء البشر كما يمكن استحضارها من خلال النصوص الموضوعة التي وصلتنا).(4)

-------------------

(1) الثقافة الاسلامية، ص 54.
(2) بلاشير R.L.Blachere : ولد بالقرب من باريس، وتلقى دروسه الثانوية في الدار البيضاء، وتخرج بالعربية في كلية الاداب بالجزائر (1922)، وعين استاذاً لها في معهد مولاي يوسف بالرباط، ثم انتدب مديراً لمعهد الدراسات المغربية العليا بالرباط (1924-1935)، واستدعنه مدرسة اللغات الشرقية بباريس استاذاً لكرسى الادب العربى (1935-1951)، ونال الدكتوراه (1936)، وعين استاذاً محاضراً في السوربون (1938)، ومشرفاً على مجلة (المعرفة)، التى ظهرت في باريس باللغتين العربية والفرنسية، من آثاره: دراسات عديدة عن تاريخ الادب العربى في اشهر المجلات الاستشراقية، وكتاب (تاريخ الادب العربى) (باريس 1952)، وترجمة جديدة للقرآن الكريم في ثلاثة اجزاء (باريس 1947-1952)، وغيرها.
(3) تاريخ الادب العربى 2/22.
(4) نفسه، 2/31.

لايوجد صوت