اما انه قد اختفى في دماغه سوفسطائي، يشوش له الامور. او استتر في قلبه موسوس يثير الشغب والفوضى. أو اصبح طالباً للدين مجدداً يريد ان يتملكه بالتنقيد.
المسألة الثانية
لا يخفى ان "مسألة الثور والحوت" المشهورة(1) دخيلة في الاسلام وطفيلية عليه، أسلمت مع راويها. فان شئت راجع "المقدمة الثالثة" لترى من أي باب دخلت.
أما نسبتها الى ابن عباس رضي الله عنهما، فانظر الى مرآة " المقدمة الرابعة" ترى سرّ الحاقها به. وبعد هذا فان كون "الارض على الثوروالحوت" يروى فيه حديث:
اولاً: لانسلّم انه حديث، لان عليه علامة الاسرائيليات.
ثانياً: ولو سلّمنا انه حديث، فانه آحادي، يفيد الظن لضعف الاتصال. فلا يدخل في العقيدة، اذ اليقين شرط فيها.
ثالثاً: حتى لو كان متواتراً وقطعي المتن، فليس بقطعي الدلالة. فراجع المقدمة الحادية عشرة، وتأمل في المقدمة الخامسة لترى كيف استهوت الظاهريين الخيالات حتى حرفوا هذا الحديث عن محامله الصحيحة ووجوهه الصائبة.
فالوجوه الصحيحة له ثلاث:
الوجه الاول:
فكما ان حَمَلة العرش المسماة بـ: الثور، النسر، الانسان، وغيرهم ملائكة،كذلك هذا الثور والحوت ملكان اثنان حاملان للارض. والاّ فان تحميل العرش العظيم على الملائكة، بينما الارض على ثور عاجز -كالارض- مناف لنظام العالم! ويرد في لسان الشريعة: ان لكل نوع ملكاً موكلاً خاصاً به يلائمه، وقد سمي ذلك الملك باسم ذلك النوع، بناءً على هذه العلاقة، وربما يتمثل
--------------------------------------------------------
(1) فصلت (اللمعة الرابعة عشرة) هذه المسألة. المترجم.