وظيفة: [فانظر الى قصة موسى فانها أجدى من تفاريق العصا، أخذها القرآن بيده البيضاء، فخرّت سحرة البيان ساجدين لبلاغته].
ايها الاخ!
ان الخيال البلاغي الموجود في هذه المسالة يرسم لك - بمثل هذه الاساليب - شجرة حقيقة عظيمة، عروقها الجسيمة متشابكة، وعقدها الطويلة متناسقة، واغصانها المتشعبة متعانقة، وثمراتها وفواكهها متنوعة. فتأمل في المسألة السادسة فهي مثال لهذه المسألة وان كانت مشوشة.
تنبيه واعتذار:
ايها الاخ!
اعلم يقيناً ان هذه المقالة تبدو لك غامضةً مغلقةً، ولكن ما الحيلة فان شأن المقدمة الاجمال والايجاز. وسيتجلى لك الامر في الكتب الثلاثة.
المسألة العاشرة
ان سلاسة الكلام، بعدم التشابك، عدم الطفر من حسّ الى اخر، مع تقليد الطبيعة وتمثل الخارجيات، والسداد الى مسيل الغرض، وتميّز المقصد والمستقر، كالآتي:
ان الوثوب من حسّ الى آخر قبل ان يتم الاول، ومن بعد ذلك مزجه مع الاخر يخل بالسلاسة ويغيرها، فيلزم التدرج في المعاني المتسلسلة والحذر من الاشتباك العشوائي بدون نظام.
وينبغي ايضاً مساوقة الطبيعة والتتلمذ عليها بصنعة المتكلم الخيالية، كي تنعكس قوانينها في صنعته.
وكذا يجب محاكاة تصوراته مع الخارجيات ومشاكلتها معها، بحيث لو تجسمت تصورات المتكلم في الخارج - هاربة من الدماغ - لايردّه الخارج