محاكمات | عنصر العقيدة | 135
(91-136)

افراد سائر الانواع وقيمتها ونظرها وكمالها ولذائذها وآلامها جزئية وشخصية ومحدودة ومحصورة وآنية، في الوقت الذي ماهية البشر عالية كلية سرمدية فالقيامات النوعية المكررة الحاصلة في اليوم والليلة ترمز وتشيرالى القيامة الشخصية في الانسانية بل تشهد لها.
8- ان تصورات البشر وافكاره التي لاتتناهى، المتولدة من آماله غير المتناهية، الحاصلة من ميوله غير المضبوطة، الناشئة من قابلياته غير المحدودة، المستترة في استعداداته غير المحصورة، المزروعة في جوهر روحه الذي كرمه الله تعالى، كل منها يشير في ماوراء الحشر الجسماني باصبع الشهادة الى السعادة الابدية وتمد نظرها اليه.
9- نعم! ان رحمة الرحمن الرحيم والصانع الحكيم تبشر بقدوم السعادة الابدية، اذ بها تصير الرحمة رحمة والنعمة نعمة، وتنجيها من كونها نقمة وتخلص الكائنات من نياحات الفرق. لانه لو لم تجئ السعادة الابدية وهي روح النعم، لتحول جميع النعم نقماً وللزم المكابرة في انكار الرحمة الثابتة بشهادة عموم الكائنات بالبداهة وبالضرورة.
فيا ايها الاخ! انظر الى ألطف آثار الرحمة الالهية، اعني المحبة والشفقة والعشق، ثم تأمل في الفراق الابدي والهجران اللايزالي. كيف تتحول تلك المحبة الى مصيبة كبرى. اي ان الهجران الابدي لا يعادل المحبة ولا يوازيها. فالسعادة الابدية ستصفع ذلك الفراق الابدي وتلقيه الى العدم والفناء.
10- لسان الرسول الكريمy الثابت نبوته المبرهن عليها بالمسالك الخمسة السابقة، هذا اللسان المبارك مفتاح السعادة الابدية المكنوزة في الحشر الجسماني.
11- نعم! ان القرآن الكريم الذي اثبت اعجازه بسبعة وجوه خلال ثلاثة عشرة عصراً كشاف للحشر الجسماني ومفتاحه.

لايوجد صوت