هذه الكلمة السامية اساس الاسلام.. وانور رايته واعلاها التي ترفرف على الكائنات طراً.
نعم! ان الايمان الذي هو عهدنا بالميثاق الازلي قد درج في هذا الكلام المقدس.
وان الاسلام الذي هو الماء الباعث على الحياة، قد نبع من عين حياة هذه الكلمة.
فهذه الكلمة ميثاق ازلي، سُـلِّمَ بيد المبشَّرين بالفوز بالسعادة الابدية والمعنيين لها، من بين البشرية المرشحة للخلود.
نعم! ان هذه الكلمة منهاج رباني.. وترجمان بليغ لأوامره تعالى، تتنور به اللطيفة الربانية الموضوعة على نافذة قلب الانسان المطل على عوالم الغيوب.
هذه الكلمة منهاج أزلي، ينطق به اللسان، المبلّغ الأمين عن الايمان بالله الحكيم.. وخطاب فصيح ينشده الوجدان الملئ بالاسرار تجاه الكائنات.
ان كلمتي الشهادة كل منها شاهد صادق على الاخرى. فالالوهية برهان "لمّيّ" للنبوة ومحمدy بذاته وبلسانه برهان "انّيّ" للالوهية(1).
ان حقائق العقائد الاسلامية بجميع تفرعاتها صريحة ومبرهنة في مظانها من الكتب، وهي في متناول اليد. ولكن لما كان ايضاح الظاهر يومئ الى تجهيل المخاطب او خفاء الظاهر، فلا ابيّن من عناصر العقيدة سوى ثلاثة او اربعة منها، واحيل بقيتها الى كتب فحول العلماء، فقد أوفوها حقها.
مقدمة المقصد الاول
من المعلوم لدى المدققين ان مقاصد القرآن اربعة: اثبات الصانع الواحد، النبوة، الحشر الجسماني، العدل.
------------------------------------------------------------
(1) البرهان إما (لمّي) وهو الاستدلال بالمؤثر على الأثر، وإما (إنِّي) وهو الاستدلال بالاثر على المؤثر، وهذا اسلم. (اشارات الاعجاز ص150).