محاكمات | عنصر العقيدة | 94
(91-136)

فالمقصد الأول يخص الدلائل على الصانع الجليل، ومحمدy أحد براهينه.
هذا وان وجود الصانع ووحدانيته اجلّ واظهر واغنى من ان يحتاج الى اثبات، ولاسيما لدى مخاطبة المسلمين، لذا وجهت كلامي هذا الى الاجانب، وبخاصة اليابانيين؛ اذ قد سألوا في السابق مجموعة من الاسئلة، فأجبتهم عنها في حينه، وادرج هنا قسماً من تلك الأجوبة.
منها: [ما الدليل الواضح على وجود الآله، الذي تدعوننا اليه؟ والخلق من اي شيء؟ أمن العدم أو المادة أو ذاته؟ الى آخر اسئلتهم المرددة].
ارجو المعذرة عن الغموض الذي يكتنف كلامي، اذ لايمكن حصر معرفة الله التي لا حدود لها في مثل هذا الكلام المحدد.
ان القصد من الكلام الآتي: انجلاء الحقيقة في المجموع، باظهار طريق المحاكمة العقلية وعقد الموازنات، لأن تحرى النتيجة بتمامها في كل جزء من اجزاء المجموع سترٌ للحقيقة بالاوهام والشكوك، بسبب من جزئية الذهن وسيطرة قوة الوهم.
ان الذي يحجب ظهور الحقيقة: الرغبة في المعارضة.. وإلتزام جانب المعارض.. وإعذار المرء نفسه - بالتزامه لها - وارجاع أوهامه الى أصل موثوق.. وتتبع الهفوات والعيوب.. والتحجج بحجج واهية صبيانية.. وامثالها من الامور.
فان استطعت ان تجرد نفسك منها، فقد وفيت بشرطي، فاستمع اذاً بقلب شهيد:


المقصد الاول
ان كل ذرة من ذرات الكائنات، بينما هي مترددة في إمكانات واحتمالات غير محدودة، بذاتها وصفاتها وسائر وجوهها، اذا بها تسلك مسلكاً معيناً، وتتجه

لايوجد صوت