وجهة مخصصة، فتنتج مصالح وفوائد تتحير منها الألباب. مما تدل على وجوب وجوده سبحانه، وتشهد شهادة صادقة عليه، وفي الوقت نفسه تزيد سطوع الايمان المودع في اللطيفة الربانية للانسان الممثلة لنموذج عوالم الغيب.
نعم! كما ان كل ذرة من ذرات الكون تدل على الخالق الكريم بذاتها وبوجودها المنفرد، وبصفاتها، وخواصها، فانها تدل عليه دلالات اكثر: بمحافظتها على موازنة القوانين العامة الجارية في الكون، اذ تنتج في كل نسبة مصالح متباينة، وفي كل مقام منه فوائد جليلة، لكونها جزءاً من مركبات متداخلة متصاعدة في اجزاء الكون الواسع؛ وذلك من حيث الامكانات والاحتمالات التي تسلكها في كل مرتبة، حتى انها تستقرئ دلائل الوجود فيها.. لذا غدت الدلائل على وجوده سبحانه اكثر بكثير من الذرات نفسها.
فاذا قلت: لِمَ اذاً لايراه كل فرد بعقله؟
الجواب: لكمال ظهوره جلّ وعلا.
نعم! ان هناك اجراماً مادية لاترى من شدة ظهورها - كالشمس - فكيف بالصانع الجليل المنزّه عن المادة!
تأمل سطور الكائنات فانها من الملأ الاعلى اليك رسائل
تأمل في صحائف العالم بعين الحكمة، فانظر كيف سطّر البارئ المصور في تلك الابعاد الشاسعة سلسلة الحوادث. وانعم النظر في تلك الرسائل الآتية من الملأ الاعلى كي ترفعك الى اعلى عليي اليقين.
ان وجدان الانسان لاينسى الله قط. لما غُرز فيه من "نقطتي الاستمداد والاستناد" بل حتى لو عطّل الدماغ اعماله، فالوجدان لا ينسى؛ لانه منهمك بتلك الوظيفتين المهمتين؛ كالآتي:
ان قلب الانسان مثلما ينشر الحياة الى ارجاء الجسد، فالعقدة الحياتية في الوجدان -وهي معرفة الله- تنشر الحياة الى آمال الانسان وميوله المتشعبة في مواهبه واستعداداته غير المحدودة. كلٌ بما يلائمه، فتقطّر فيها اللذة والنشوة، وتزيدها قيمة وترفعها شأناً، بل تبسطها وتصقلها. هذه هي نقطة الاستمداد