محاكمات | عنصر العقيدة | 98
(91-136)

من اجتماع الضدين، أي وجود القوة الجاذبة والدافعة في تلك الذرة التي لا تتجزأ.
فان كانت نفسك تجد احتمالاً في هذه المحالات، فسترفع اسمك من سجل الانسانية!.
ولكن يجوز ان يكون الجذب والدفع والحركة التي هي اساس كل شئ - كما يظنون - اسماء وعناوين قوانين الله الجارية في الكون. ولكن بشرط الاّ تتحول القوانين الى طبيعة فاعلة، والاّ تخرج من كونها امراً ذهنياً الى أمر خارجي مشاهد، والاّ تتحول من كونها شيئاً اعتبارياً الى حقيقة ملموسة، ولا من كونها آلة تتأثر الى مؤثر حقيقي.
﴿فارجع البصر هل ترى من فطور﴾(الملك:3) كلا! فالمبصر لايرى نقصاً، الاّ ان كان اعمى البصر والبصيرة، أو مصاباً بقصر النظر!
فان شئت فراجع القرآن الكريم، تجد دليل العناية بأكمل وجه، في وجوه الممكنات، لأن القرآن الكريم الذي يأمر بالتفكر في الكون، يعدّد ايضاً الفوائد ويذكّر بالنعم الالهية.. فتلك الآيات الجليلة مظاهر لهذا البرهان، برهان العناية.
استمسك بما ذكرناه، فانه اجمال، أما التفصيل، فنفسّره في الكتب الثلاثةالتي عقدنا العزم على كتابتها لبحث علم السماء والارض والانسان، كمنهج تفسير في الآفاق والأنفس، ان شاء الله ووفق، وعندها تجد هذا البرهان بوضوح تام.
الدليل القرآني الثاني: دليل الاختراع
وخلاصته: ان الله تعالى قد اعطى كل فرد، وكل نوع ، وجوداً خاصاً، هو منشأ آثاره المخصوصة، ومنبع كمالاته اللائقة. فلا نوع يتسلسل الى الأزل، لأنه من الممكنات. فضلاً عن أن حدوث قسم منها مشاهد وقسم آخر يراه العقل بنظر الحكمة.
ان انقلاب الحقائق محال. وسلسلة النوع المتوسط لا تدوم. أما تحول الاصناف فهو غير انقلاب الحقائق.

لايوجد صوت