اعتذار
لئن ادركت في شرحي فتوراً ووهـناً في بيـاني للمعـاني
فلا تسند لنقصى ان رقصى علـى مقدار تسعيد الزمان
لأني زمانا ما حشرت مارشح من فكرى شرحا على حاشية الاستاذ. كنت فاقداً للراحة والشباب مفلوج الذهن غائباً عن الامثال والاقران. شريداً عن الوطن وقد صرت كالهائم. بل كالبهائم. بل كالبوم. دائراً عائشاً في الاقفار. هاربا عن شرور الاشرار. تخطرت حينما تصورت ماقاله ابن الفارض:
وأبعدنـي عـن اربعى بعـد اربع شبابـي وعقلـي وارتياحي وصحتي
فلى بعد اوطاني سكون الى الفـلا وبالوحش انسى اذ من الانس وحشتي
نعم، من كان راكباً على كاهل الغربة. وكان أنيسا بالوحشة. وجليسه الوحدة. وسميره الكربة. وموطنه الخربة. هل في الامكان ان تخلو كتبته عن الخطأ والسقطة. لاسيما اذا كان المشرحة كامثال "قزل ايجاز" بالغة من الاغلاق والايجاز. الى حيث دون حلها خرط القتاد، وخرق الاعجاز. فالمرجو من النظار. ذوي دقة الافكار. وحدة الابصار. ان يصلحوا خطيئاتي. ويصححوا غلطاتي. ويبينوا ما عجز عن حله فكرى. وضاق عنه صدرى. وكلّ عن بيان متنه متني. وعمي عن رؤىته طرفى وعيني... على اني ما كنت من رجال هذا الرهان. ولابذى شان في هذا البيان. أوان شبابي وانا ابن ثلاثين. فكيف بي هذا الامتحان وانا ابن ثمانين. ولهذا قد بقى مواضع باكرة غير مفضوضة بفكرى احلتها لذوى الافكار الثاقبة من دهاة اذكياء الاستقبال بعد خمسمائة سنة.
عبدالمجيد