في الصفحة الاولى من المخطوط ما ترجمته:
((الى حضرة الاخ الكبير! اقدم لحضرتكم تقريراتكم في اثناء تدريسكم للـ(برهان) والمسماة ب (تعليقات) بخط المرحوم الشهيد الملا حبيب راجياً دعواتكم مقبّلاً اياديكم الكريمة))... وفي صفحة تالية:
((ايها الناظر الى هذه الاوراق التي تتقطر عبراً.. هذه صفحات مسوّدات رسالة في المنطق ألّفها الاستاذ بديع الزمان سعيد النورسي في مدينة (وان) ، في اثناء تدريسه لطلابه، ولا سيما لاخيه وطالبه الملا حبيب ولَمّا اتمّها حيث اندلعت الحرب العالمية الاولى..وفي خضم سيل الزمان الجارف فارق الاخوان احدهما الآخر. وكانت نهاية المطاف ان صار الاخ الصغير المسمى عبدالمجيد مفتياً فى (أوركوب) سنة 1940 فاستقر فيها.. وكان يحتفظ بهذه المسودات ذكرى تلك الايام التي خلت. ولكن هيهات.. هيهات.. مضى ذاك وذهب.. ومضى الآخر وذهب. ومرّ الزمان ومضى! فيا ترى هل سيظهر من يتصفح هذه المسودات ويقرأوها؟ وهل سيأتى ذلك الزمان؟ هيهات.. هيهات.
سأجول مع همومي واحزانى حتى المحشر
فهذه اقدارنا نتحملها.. ايها الحبيب!
عبد المجيد))
وفي نهاية المخطوط ما ترجمته:
((ان هذه الرسالة الموسومة بـ (تعليقات) هي ما كتبه بديع الزمان سعيد الكوردي من حواشٍ على كتاب (برهان طلنبوى) ودوّنها احب طلابه اليه والملازم له في الدرس الملا حبيب فسجل هذه التقريرات من بديع الزمان على صورة حواشٍ وهوامش.. كان ذلك في سنة 1329هـ ثم اندلعت الحرب العالمية الاولى وذهب بديع الزمان والملا حبيب كواعظين مع فرقة (وان) الى جبهة القتال في (ارضروم) ، وعادا معاً بعد عام وقد احتلت (وان) من قبل الأرمن، فانسحبنا الى قضاء (طواش) واستشهد الملا حبيب هناك، فحملت الرسالة التي خطها طوال سني الهجرات من مدينة الى اخرى ومن قصبة الى اخرى حتى حللنا في مدينة (ملاطية) سنة 1940 ومن هناك مفتياً في قضاء (اورطوب) .
كانت الرسالة اوراقاً متفرقة فجمّعتها وجلّدتها، على امل ان يأتي زمان ويُبعث العلم والدين من جديد، ويظهر في الميدان اناس يقرأون امثال هذه الرسائل. وعندئذٍ يقدّر قدرها ويُعلم ما فيها من فكر عميق وذكاء نافذ.ولكن هيهات.. فلا ذاك الزمان يأتي، ولا اولئك القراء يظهرون. والسلام ..
عبد المجيد 1951))
الحمد لله.. والصلاة على رسول الله