حوار في رؤيا
"المعنى وكذا الألفاظ التي ظلت في الخاطر هي نفسها كما جاءت في الرؤيا"
كنت في أيلول سنة 1919 اتقلب في اضطراب شديد، من جراء اليأس البالغ الذي ولّدته حوادث الدهر. كنت أبحث عن نور بين هذه الظلمات المتكاثفة القاتمة.. لم استطع ان أجده في يقظة هي رؤياً في منام. بل وجدته في رؤيا صادقة هي يقظةٌ في الحقيقة.
سأسجل هنا تلك النقاط التي اُستنطقتها واُجريت على لساني من كلام، دون الخوض في التفاصيل. وهي كالآتي:
دخلتُ عالم المثال في ليلة من ليالي الجمعة. جاءني أحدهم وقال:
- يدعوك مجلس موقر مهيب منعقد لبحث مصير العالم الاسلامي، وما آلت اليه حاله.
فذهبت، ورأيت مجلساً منوراً قد حضره السلف الصالحون، وممثلون من العصور، من كل عصر ممثل.. لم أر مثيلهم في الدنيا.. فتهيبت، ووقفت في الباب تأدباً واجلالاً.
قال أحدهم موجهاً كلامه لي:
- يا رجل القدر!.. ويا رجل عصر النكبة والفتنة والهلاك!.. بيّن رأيك في هذا الموضوع. فان لك رأياً فيه.
قلت وانا واقف: سلوني أُجبْ!