ذيل الذيل
لدواء اليأس (1)
الحمد لله الذي قال : ﴿ولا يغتب بعضكم بعضاً﴾(الحجرات:12)
والصلاة على محمد الذي قال: (من قال هلك الناس هلك الناس فهو اهلكهم)(2).
فان محاكم التفتيش المدنية لهذا العصر، انجبت لقطاءها -غير الشرعيين- باستعمالها وسائل رهيبة في تلقيح بعض الاذهان، وتجري بهم حقدها الدفين على الاسلام للثار منه ، محاولةً فتح الباب امام ما يصرف المسلمين عن الدين، او جعلهم في الاقل مهملين له، او بإمالتهم نحو النصرانية، او التخلي عن الاسلام بإلقاء الشبهات والشكوك في العقول، وتشيع بهذا مكراً سيئاً هو الآتي:
- ايها المسلم! تأمل اينما وجد مسلم فهو فقير، غافل، جاهل الى حدٍ ما ، بينما النصراني اينما حلّ فهو متحضر، يقظ، صاحب ثروة... وهذا يعني.. الخ..
وانا اقول:
- ايها المسلم لا ترخِ يدك عن الاسلام الذي هو حامي وجودنا وكياننا تجاه الدمار الذي تولّده هذه النتيجة المخيفة لتقدم اوروبا، بل عض عليه بالنواجذ واستعصم به بقوة، والاّ فمصيرك الهلاك.
نعم ، نحن نتدنى الى اسفل وهم يرقون الى أعلى ، ولهذا سببان اثنان احدهما مادي والآخر معنوي.
السبب الاول:
------------------------------------------------
(1) رسالة "دواء اليأس" هي "الخطبة الشامية" وذيلها "تشخيص العلة" وهذا البحث ذيل لذيلها. الاّ انه نشر مع هذه الرسالة فأبقيناه في موضعه. المترجم.
(2) في صحيح مسلم 4 / 2237 "اذا قال الرجل هلك الناس فهو اهلكهم ".