الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 33
(1-47)

حقيقة
26 شباط 1324م
الجريدة الدينية/70
7 مارت 1909م
نحن منذ الازل داخلون في الجمعية المحمدية، فالتوحيد هو جهة الوحدة والاتحاد فيما بيننا، وقَسَمنا وعهدنا هو الايمان.
فما دمنا موحدين متحدين، فكل مؤمن مكلف باعلاء كلمة الله واعظم وسيلة لاعلاء كلمة الله في زماننا هذا هو الرقي المادي.
اذ الاجانب يسحقوننا تحت تحكمهم المعنوي بسلاح العلوم والصنائع ونحن سنجاهد بسلاح العلم والتقنية الجهلَ والفقرَ والخلاف الذي هو ألد أعداء اعلاء كلمة الله.
اما الجهاد الخارجي فنحيله الى السيوف الالماسية للبراهين القاطعة للشريعة الغراء. لأن الغلبة على المدنيين انما هي بالاقناع وليس بالاكراه كما هو شأن الجهلاء الذين لا يفقهون شيئاً.
نحن فدائيو المحبة لامكان بيننا للخصومة.
فالجمهورية(1) عبارة عن العدالة والشورى وحصر القوة في القانون، أليس من الجناية على الاسلام أن تستجدى الاحكام من اوروبا ولنا شريعة غراء تأسست قبل ثلاثة عشر قرناً؟ ان هذا الاستجداء شبيه بالتوجه الى غير القبلة في الصلاة.
ان القوة لابد ان تكون في القانون وإلاّ فسيتفشى الاستبداد في الكثيرين. 
----------------------------------------------------
(1) وضعت هذه الكلمة حديثاً بدلاً من المشروطية الموجودة سابقاً... المؤلف.

لايوجد صوت