الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 35
(1-47)

صدى الحقيقة
27 مارت 1909م
ان السبيل المحمدي مستغن ٍ عن كل ما يومئ الى الحيلة والشك لأنه منزّه عن الخداع والشبهة.
ثم ان حقيقة واسعة عظيمة محيطة الى هذا الحد -ولا سيما تجاه اهل هذا الزمان- لا يمكن ان تخفى مطلقاً.
وهل يخفى البحر العظيم في كأس؟!
اقول مكرراً أن التوحيد الالهي هو جهة الوحدة في الاتحاد المحمدي الذي هو حقيقةُ اتحاد الاسلام (الوحدة الاسلامية).
اما يمينه وبيعته فهو الايمان.
ومقرّاته واماكن تجمعاته: المساجد والمدارس الدينية والزوايا.
ومنتسبوه: جميع المؤمنين.
ونظامه الداخلي: السنن الاحمدية. والقوانين الشرعية بأوامرها ونواهيها. فهذا الاتحاد ليس نابعاً من العادة وانما هو عبادة.
فالإخفاء والخوف من الرياء. والفرائض لارياء فيها. وأوجب الفرائض في هذا الوقت هو اتحاد الاسلام (الوحدة الاسلامية).
وهدف الاتحاد وقصده تحريك الرابطة النورانية التي تربط المعابد الاسلامية التي هي منتشرة ومتشعبة. وايقاظ المرتبطين بها بهذا التحريك، ودفعهم الى طريق الرقي بأمر وجداني.
مشرب هذا الاتحاد هو: المحبة. وعدوه: الجهل والضرورة والنفاق.
وليطمئن غير المسلمين بأن اتحادنا هو الهجوم على هذه الصفات الثلاث ليس إلاّ. وبالنسبة اليهم فسبيلنا الاقناع. لأننا نعتقدهم مدنيين. واننا مكلفون بأن نظهر الاسلام بمظهر الجمال والحسن المحبوب. لاننا نظن فيهم الانصاف. الا فليعلم المهملون غير المكترثين أنهم لا يحببون انفسهم بالانسلاخ من الدين لأي اجنبي كان. وانما يظهرون انهم على غير هدى ليس الاّ. ومن كان على غير هدى في طريق الفوضوية لا يُحَبّ قطعاً، والذين انضموا الى هذا الاتحاد بعد التدقيق العلمي والبحث والتحري لا يتركونه تقليداً لاولئك حتماً.

لايوجد صوت