الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 37
(1-47)

18مارت 1909م
ان الشريعة الغراء باقية الى الابد؛ لانها آتية من الكلام الازلي وان النجاة والخلاص من تحكم النفس الامارة بالسوء بنا هي بالاعتماد على الاسلام والاستناد اليه والتمسك بحبل الله المتين.
وان جني فوائد الحرية الحقة والاستفادة منها استفادة كاملة منوط بالاستمداد من الايمان؛ ذلك لأن من اراد العبودية الخالصة لرب العالمين لا ينبغي له ان يذلّ نفسه فيكون عبداً للعبيد.وحيث أن كل انسان راعٍ في مُلكه وعالَمه فهو مكلّف بالجهاد الاكبر في عالمه الأصغر ومأمور بالتخلق باخلاق النبيy واحياء سنته الشريفة.
يا اولياء الامور! ان اردتم التوفيق فاطلبوه في موافقة اعمالكم للسنن الالهية في الكون - أي قوانين الله - والاّ فلن تحصدوا إلاّ الخذلان والاخفاق. لأن ظهور الانبياء عامة في الممالك الاسلامية والعثمانية انما هو رمز واشارة من القدر الالهي: أن الذي يدفع ابناء هذه الممالك الى التقدم انما هو الدين. وان أزاهير مزرعة آسيا وافريقيا وبساتين نصف اوربا ستتفتح وتزدهر بنور الأسلام.
اعلموا ان الدين لايضحى به لأجل الحصول على الدنيا. فقد كانت تعطى فيما مضى مسائل الشريعة أتاوة للحفاظ على الاستبداد البائد(1). اروني ماذا حصدنا من ترك مسائل الدين والتضحية بها غير الضرر والخيبة.
ان اصابة الامة في قلبها انما هو من ضعف الدين ولن تنعم بالصحة إلاّ بتقوية الدين.
ان مشربنا: محبة المحبة، ومخاصمة الخصومة، أي امداد جنود المحبة بين المسلمين، وتشتيت عساكر الخصومة فيما بينهم.
أما مسلكنا: فهو التخلق بالاخلاق المحمديةy واحياء السنة النبوية.
ومرشدنا في الحياة: الشريعة الغراء
وسيفنا: البراهين القاطعة.
وهدفنا: اعلاء كلمة الله.. 
------------------------------------------------
(1) المقصود عهد السلطان عبد الحميد الثاني، والاستاذ النورسي مع أنه كان يشنّع بالاستبداد إلاّ أنه يحسن الظن بالسلطان نفسه، فهو اذ يفضح مساوئ الاستبداد الذي كان يمارس باسم السلطان يبرئ ساحة السلطان فيقول عنه: السلطان المظلوم.. انه ولي من اولياء الله الصالحين. المترجم

لايوجد صوت