الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 39
(1-47)

ثانياً: ما دامت الحاكمية للشعب في المشروطية فلابد أن يثبت الشعب وجوده. وشعبنا مسلم ومسلم فقط. فليست هناك رابطة حقيقية وقوية غير الاسلام بين العرب والترك والكورد والاروناؤوط والجركس واللاز.
إن اهمالاً طفيفاً في الدين ادّى الى ارساء قواعد طوائف الملوك وظهور الجاهليات الميتة قبل ثلاثة عشر قرناً وبالتالي الى ظهور الـفتن والقـلاقـل. وقد ظهرت فعلاً وشاهـدناها.
الوهم الثاني:
ان تخصيص هذا العنوان -أي الاتحاد المحمدي- يجعل غير المنتسبين اليه في شك من أمرهم.
الجواب:
وقد قلت سابقاً: فإما لم يُقرأ أو فُهم خطأً؛ لذا أضطر الى التكرار وهو: عندما نقول "الاتحاد المحمدي" الذي هو اتحاد الاسلام، فالمراد هو الاتحاد الموجود الثابت بين جميع المؤمنين بالقوة أو بالفعل. وليس المراد جماعة في استانبول أو في الاناضول اذ إن قطرة من ماءٍ تحمل صفة الماء، فلا احد خارج هذا الاتحاد، ولا يخصص هذا العنوان بأحد. وتعريفه الحقيقي هو:
ان اساس هذا الاتحاد يمتد من الشرق الى الغرب ومن الجنوب الى الشمال.. ومركزه: الحَرمان الشريفان.. وجهة وحدته: التوحيد الالهي.. عهده وقَسَمه: الايمان.. نظامه الداخلي: السنة النبوية الشريفة.. قوانينه: الأوامر والنواهي الشرعية..مقر اجتماعاته: جميع المدارس والمساجد والزوايا.. ناشرُ افكار تلك الجماعة نشراً خالداً الى الأبد: جميع الكتب الاسلامية وفي المقدمة القرآن الكريم وتفاسيره (ورسائل النور احد تلك التفاسير في زماننا هذا) وجميع الصحف الدينية والجرائد النزيهة التي تهدف الى اعلاء كلمة الله.. ومنتسبوه: جميع المؤمنين.. رئيسه: فخر العالمينy.
والآن لنقف عند الصدد وهو: تيقظ المؤمنين واقبالهم نحو الاسلام ولاينكر ما للرأي العام من تأثير.. وهدف الاتحاد وقصده: اعلاء كلمة الله.. ومسلكه: الجهاد الاكبر للنفس وارشاد الآخرين.. وهمة هذه الهيئة المباركة مصروفة بنسبة تسع وتسعين بالمئة الى غير السياسة من تهذيب الاخلاق واستقامة السلوك وما شابهها من الفضائل والمقاصد المشروعة اذ ان الجمعيات المتوجهة الى مثل هذه المقاصد نادرة، علماً أن اهميتها جليلة. وهناك واحد بالمئة من المقاصد يتعلق بالسياسة وهو ارشاد السياسيين.. سيوفهم: البراهين القاطعة.. مشربهم: المحبة

لايوجد صوت