الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 41
(1-47)

ثالثاً: ان قسماً من السفهاء والمهملين يريدون أن يظلوا اذلاء أسارى النفس الامارة بالسوء فلا يروق لهم العيش الحر.
الحاصل:
ان الحرية الخارجة عن دائرة الشرع، انما هي أستبداد أو أسرٌ بيد النفس الامارة بالسوء، أو بهيمية أو وحشية. فليعلم جيداً هؤلاء الزنادقة والمهملون للدين انهم لايستطيعون ان يحببوا انفسهم لأي اجنبي كان يملك وجداناً، بالالحاد والسفاهة، بل لا يمكنهم ان يتشبهوا بهم. لان السفيه والذي لا يسير على هدى لا يكون محبوباً، فالثياب الـلائقـة بإمـراة اذا ما لبسها الرجل يكون موضع هـزء وسخرية.
الوهم السابع:
ان جمعية أتحاد الاسلام انما هي لشق الصف بين سائر الجمعيات الاسلامية وتولِّد الحسد والنفرة بينها.
الجواب:
اولاً: ان الامور الاخروية لا حسد فيها ولا تنافر وتزاحم فايما جمعية حسدت وزاحمت الاتحاد فكأنما تنافق في العبادة وترائي فيها.
ثانياً: اننا نتحد مع الجماعات المتشكّلة بدافع محبة الدين وخدمته وذلك على وفق شرطين اثنين:
الشرط الاول: المحافظة على النظام العام للبلاد والحرية الشرعية.
الشرط الثاني: انتهاج نهج المحبة، وعدم محاولة اظهار مزايا لها بانتقاص الجمعيات الاخرى، بل الاولى مراجعة مفتي الامة وجماعة العلماء فيما اذا ظهر خطأ.
ثالثاً: ان الجماعة التي تهدف الى اعلاء كلمة الله لن تكون وسيلة لأي غرض مهما كان، واذا تشبثت بالاغراض فلا يحالفها التوفيق قطعاً لأنه نفاق، فشأن الحق عالٍ وسام ٍ لا يضحى به من اجل أي شئ كان. كيف تكون نجوم الثريا مكانس، أو كيف تؤكل كعناقيد عنبٍ؟ ان الذي يريد ان يطفئ شمس الحقيقـة بـالنفـخ انمـا يدلّ على بلاهتـه وجنونـه.
أيتها الصحف الدينية!

لايوجد صوت