الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 40
(1-47)

وانماء المحبة المندمجة في بـذرة الاخوة الموجودة بين المـؤمنـين لتصبح شجرة طوبى مباركة.
الوهم الخامس(1):
ربما ينفر الاجانب من هذا الاتحاد؟
الجواب:
ان مَن يجد في نفسه هذا الاحتمال جاهل لا محالة اذ يردّ هذا الاحتمال ما يلقى من خطب ومحاضرات حول الاسلام وعظمته(2) في مراكزهم وعواصمهم.
ثم ان اعداءنا ليسوا الاجانب. وانما الذي اردانا الى هذا الوضع وحال بيننا وبين اعلاء كلمة الله هو مخالفتنا للشريعة الغراء نتيجة "جهلنا" بها، و"الضرورة" التي اثمرت سوء الاخلاق وسوء المعاملات و"الاختلاف" الذي انتج الاغراض الشخصية والنفاق فاتحادنا هجوم على هذه الثلاثة من الاعداء الظلمة.
أما جهل الاجانب بالاسلام في القرون الوسطى، فالاسلام مع اضطراره الى معاداة الجهل والهمجية الاّ أنه قد حافظ على العدالة والاستقامة معهم فلم يُرَ في التاريخ الاسلامي امثال محاكم التفتيش. ولما قوي ساعد المدنيين في زمن التحضر هذا فقد زال عنهم ذلك التعصب الذميم.
ان الظهور على المدنيين من منظور الدين انما هو بالاقناع وليس بالاكراه. وباظهار الاسلام محبوباً وسامياً لديهم وذلك بالامتثال الجميل لأوامره واظهار الاخلاق الفاضلة.
اما الاكراه والعداء، فهما تجاه وحشية الهمجيين.
الوهم السادس:
ان البعض يقول: ان اتخاذ اتحاد الأسلام اتباع السنة النبوية هدفاً له يحدد من الحرية وينافي الاخذ بمتطلبات المدنية.
الجواب:
المؤمن حرّ في ذاته. فالذي هو عبد لله رب العالمين لا ينبغي له ان يتذلل للناس، بمعنى: كلما رسخ الايمان قويت الحرية.
أما الحرية المطلقة فما هي الاّ الوحشية المطلقة بل بهيمية، وتحديد الحرية ضروري من وجهة نظر الانسانية. 
---------------------------------------------
(1) لعل سبب انتقاله الى الوهم الخامس هو ان الوهمين الثالث والرابع مندمجان ضمن الوهم الثاني والله اعلم. المترجم.
(2) يشير الى خطب مستر كارلايل وبسمارك وامثالهما. المترجم.

لايوجد صوت