الخطبة الشامية | الكلمة الاولى | 32
(1-47)

ذوي الاوهام والشكوك من ورطة الحيرة.. ويتكفل بمستقبلنا وآخرتنا.. وينقذكم من التصرف في حقوق الله بدون اذن منه، تلك الحقوق التي تضمن مصالح الناس كافة.. ويحافظ على حياة امتنا.. ويظهر ثباتنا وكمالنا ويحقق وجودنا امام الاجانب.. وسحر العقول والاذهان.. وينقذكم من تبعات الدنيا والآخرة.. ويؤسس الاتحاد العام الشامل نهاية المطاف.. ويولد الافكار العامة (الرأي العام) التي هي روح ذلك الاتحاد.. ويحول دون دخول مفاسد المدنية الى حدود حريتنا ومدنيتنا.. وينجينا من ذل التسول من أوروثا.. ويطوي لنا المسافة الشاسعة التي تخلفنا فيها عن الرقي في زمان قصير بناءً على سرّ الاعجاز.. ويرفع من شأننا في زمن قصير بتوحيد العرب والطوران وايران والساميين.. ويظهر الشخصية المعنوية للدولة بمظهر الاسلام..
ويخلصكم من حنث الأيمان بالمحافظة على المادة الحادية عشرة من القانون الاساس.. ويبطل الظنون الفاسدة التي تحملها اوروبا سابقاً.. ويحملهم على التصديق بان النبي محمداًy خاتم الانبياء، وان الشريعة خالدة.. ويقيم سداً أمام الالحاد الذي يدمّر المدنية.. ويزيل بصفحته النورانية ظلمة تباين الافكار وتشتت الآراء .. ويجعل جميع العلماء والوعاظ متحدين في سبيل سعادة الامة وتنقية اجراءات الدولة وخداماً للمشروطية المشروعة.. ويؤلف قلوب غير المسلمين ويربطهم به أكثر، فعدالته المحضة رحيمة.. ويجعل اجبن شخص واكثرهم ضعة اشجع وارفع انسان ويعاملهم هكذا.. وينفخ فيهم الشعور بالرقي والتضحية ويحسسهم بحب الوطن.. ويخلصنا من السفاهة التي تهدم المدنية ومن الحاجيات غير الضرورية.. ويبعث فينا النشاط في العمل للدنيا مع تذكر الآخرة والمحافظة عليها.. ويعلمنا الاخلاق المحمودة التي هي حياة المدنية ويفهمنا قواعد المشاعر النبيلة.. ويبرئ ساحتكم ايها المبعوثون من مطالبة حقوق خمسين ألف شخص.. ويظهركم مثالاً مصغراً مشروعاً لاجماع الامة.. ويجعل اعمالكم كأنها عبادة حسب نياتكم الخالصة.. وينجيكم من الجناية التي ترتكب بحق الحياة المعنوية لثلاثمائة مليون من المسلمين..
فاذا ما اظهرتم الاسلام وشريعته الغراء واتخذتموها اساساً لأحكامكم، وطبقتم دساتيرها، فمع اغتنام فوائد الى هذا الحد هل تفقدون من شئ؟ والسلام.
فلتحيا الشريعة الغراء.

لايوجد صوت