(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 45
(1-82)

لك طلاباً اوفياء، وابناء كرماء، واولاداً معنويين، واخوة طيبين، واصدقاء فدائيين مضحين..
نعم.. ولله الحمد فقد وهبني الباري عز وجل ثلاثين عبداً للرحمن، وعندها خاطبت قلبي: مادمتَ ياقلبي الباكي المكلوم قد رأيت هذا النموذج وهذا المثال وضمدتَ به اهم جرح من تلك الجروح المعنوية، فعليك ان تسكن وتطمئن بأن الله سبحانه سيضمد الجروح الباقية التي تقلقك وتتألم منها..
فيا أيها الاخوة الشيوخ ويا أيتها الاخوات العجائز.. ويامَن فقدتم مثلي أحب ولده اليه زمن الشيخوخة او فارقه احد اقاربه.. ويامن يثقل كاهله وطأة الشيخوخة ويحمل معها على رأسه الهموم الثقيلة الناشئة من الفراق! لقد علمتهم وضعي وعرفتم حالي فانه رغم شدّته باضعاف ما عندكم من اوضاع وحالات، الاّ أن هذه الآية الكريمة قد ضمدته واسعفته فشفته باذن الله، فلا شك من أن صيدلية القرآن المقدسة زاخرة بعلاج كل مرض من امراضكم ودواء كل سقم من اسقامكم. فاذا استطعتم مراجعتها بالإيمان، وقمتم بالتداوي والعلاج بالعبادة، فلابُدَّ أن تخف وطأة ما تحملون على كاهلكم من أثقال الشيخوخة وما يثقل رؤوسكم من هموم.
هذا وان سبب كتابة هذا البحث كتابة مطوّلة هو رجاء الاكثار من طلب الدعاء للمرحوم (عبدالرحمن). فلا تملوا ولا تسأموا من طوله. وان قصدي من اظهار جرحي المخيف بهذه الصورة المفجعة المؤلمة، فتتألمون أكثر وتحزنون حتى أنه قد يؤدي الى زيادة آلامكم واحزانكم فتنفرون منه، ليس الاّ لبيان ما في البلسم القرآني المقدس من شفاء خارق ومن نور باهر ساطع.
الرجاء الثالث عشر(1) 
---------------------------------------------------------------------
(1) ان حادثة المدرسة التي يذكرها الرجاء الثالث عشر قد حدثت قبل ثلاث عشر سنة.. انه توافق لطيف!!. – المؤلف.

لايوجد صوت