ساخرين، وعرفنا أن كل من يتعرض لرسائل النور ولطلابها يصبح اضحوكة وموضع هزء وسخرية.
واليك محاورة لطيفة من تلك النماذج: لقد قلتُ للمدعي العام – قبل ان اطلع على ماكتب في محضر اتهامي من الاخلال بالامن – قلت له: لقد اغتبتك امس اذ قلت لأحد افراد الشرطة الذي استجوبني نيابة عن مدير الامن: (ليهلكني الله – ثلاثة مرات – ان لم اكن قد خدمت الامن العام لهذا البلد أكثر من الف مدير أمن واكثر من ألف مدع عام..).
ثم انني في الوقت الذي كنتُ في أمسّ الحاجة الى الاخلاد الى الراحة وعدم الاهتمام بهموم الدنيا والابتعاد نهائياً عن البرد، فان قيام هؤلاء بنفيي – في هذه الفترة من البرد بالذات – وتهجيري من مدينة لاخرى بما يفوق تحملي، ومن ثم توقيفي والتضيق عليّ باكثر من طاقتي وبما يشعر أنه حقدٌ دفين وأمر متعمد مقصود.. كل ذلك ولد عندي غيظاً وامتعاضاً غير اعتيادي تجاه هؤلاء. ولكن العناية الإلهية أغاثتني فنبهت القلب الى هذا المعنى:
ان للقدر الإلهي – الذي هو عدل محض – حصةً عظيمةً جداً فيما يسلطه عليك هؤلاء البشر من الظلم البين، وان رزقك في السجن هو الذي دعاك الى السجن، فينبغي اذاً ان تقابل هذه الحصة بالرضى والتسليم.
وان للحكمة الربانية ورحمتها حظاً وافراً ايضاً كفتح طريق النور والهداية الى قلوب المساجين وبث السلوان والأمل فيهم، ومن ثم احراز الثواب لكم؛ لذا ينبغي تقديم آلاف الحمد والشكر لله – من خلال الصبر – تجاه هذا الحظ العظيم.
وكذا فان لنفسك انت ايضاً حصتها حيث ان لها مالاتعرف من التقصيرات.. فينبغي مقابلة هذه الحصة ايضاً بالاستغفار والتوبة والانابة الى الله وتأنيب النفس بأنها مستحقة لهذه الصفعة