(رسالة الشيوخ) | الرجاء الاول | 69
(1-82)

وكذا فان بعض الموظفين السذج والجبناء المنخدعين الذين يساقون الى ذلك الظلم بدسائس الاعداء المتسترين منهم حصة ايضاً ونصيب، فرسائل النور قد ثأرت لك ثأراً كاملاً من هؤلاء المنافقين بما أنزلت بهم من صفعاتها المعنوية المدهشة. فحسبهم تلك الضربات.
أما الحصة الاخيرة فهي لاولئك الموظفين الذين هم وسائط فعلية. ولكن لكونهم منتفعين حتماً من جهة الإيمان – سواء أرادوا أم لم يريدوا – عند نظرهم الى رسائل النور وقراءتهم لها بنية النقد او الجرح، فان العفو والتجاوز عنهم وفق دستور ﴿والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس﴾(آل عمران:134) هو شهامة ونجابة.
وبعد ان تلقيت هذا التنبيه والتحذير الذي كله حق وحقيقة قررت أن أظل صابراً وشاكراً جذلاً في هذه المدرسة اليوسفية الجديدة. بل قررت أن أساعد وأعاون حتى اولئك الذين يسيئون اليّ ويخاصمونني مؤدباً نفسي بتقصير لا ضرر منه.
ثم ان من كان مثلي في الخامسة والسبعين من عمره، وقد انقطعت علاقاته مع الدنيا ولم يبق من احبابه في الدنيا الاّ خمسٌ من كل سبعين شخص، وتقوم سبعون ألف نسخة من رسائل النور بمهمته النورية بكل حرية، وله من الاخوان ومن الورثة مَن يؤدون وظيفة الإيمان بآلاف الالسنة بدلاً من لسان واحد.. فالقبر لمثلي اذاً خير وأفضل مائة مرّة من هذا السجن. فضلاً عن أن هذا السجن هو اكثر نفعاً واكثر راحة بمائة مرة من الحرية المقيدة في الخارج، ومن الحياة تحت تحكم الآخرين وسيطرتهم؛ لان المرء يتحمل مضطراً مع مئات المساجين تحكماً من بعض المسؤولين؛ امثال المدير ورئيس الحراس بحكم وظيفتهم، فيجد سلواناً وإكراماً أخوياً من اصدقاء كثيرين من حوله، بينما يتحمل وحده في الخارج سيطرة مئات الموظفين والمسؤولين.

لايوجد صوت