رائد الشباب | توجيه الشباب | 2
(1-70)


تنبيــه

يهمنا أن نلفت انتباه القراء الكرام إلى نقطة هامة ونحن نبدأ بنشر هذه الرسائل:

لقد تمت ترجمة عدد من رسائل أستاذنا ومرشدنا بديع الزمان سعيد النورسي التي تبلغ مائة وثلاثين رسالة، وتعالج المعارف الإيمانية والأسس الإسلامية من اللغة التركية إلى اللغة العربية. ولقد كان المؤلف المرحوم يتمنى من أعماق قلبه وهو في دار الحياة أن تترجم اعماله إلى العربية... حتى أنه في عام 1948 بعث بعدد من مجموعات رسائله إلى الجامع الأزهر الشريف وإلى الشام وبغداد والهند، إلاّ أنه مع الأسف لم تترجم هذه الأعمال القيمة آنذاك لأسباب لانعلمها.

ثم بعد أن جرب المؤلف عدداً من علماء تركيا، وقع اختياره على شقيقه وتلميذه الأول المرحوم ملا عبدالمجيد أفندي. فكلفه بعملية الترجمة هذه. بيد أنه نظراً لأن ملا عبدالمجيد أفندي كان قد تقدم به السن تقدماً ملموساً آنذاك؛ وكان قد ضعف جسمه نتيجة للمصائب والويلات المتعاقبة، وابتعد أكثر من عشرين عاماً من مسرح التدريس والاشتغال بالعلوم؛ وذلك بسبب إغلاق المدارس الدينية في تركيا لحساب الإلحاد، فضعفت مؤانسته باللغة العربية من جراء كل ذلك؛ لذا فقد جاءت تراجمه –رحمه الله- قصيرة ومختصرة، وأسلوبه لا يخلو من نوع من الركاكة والإغلاق. ومع ذلك فقد عمل أستاذنا بديع الزمان –طيب الله ثراه- على طبع تلك التراجم بآلات التكثير، وتوزيعها على أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي.

وفي السنوات الأخيرة حاول عدد من علماء المسلمين وأدبائهم كتابة ترجمات ملا عبدالمجيد أفندي بأسلوب أجمل، ونشرها في العالم الإسلامي. فنشروا عدداً من الرسائل الصغيرة فعلاً. ولكن لما كانت هذه الرسائل المنشورة لم تؤخذ من أصلها، وإنما اقتبست من الترجمات المذكورة، فقد جاءت مختصرة جداً لدرجة أن رسالة ذات مائة صفحة قد اختصرت في عشر صفحات... وفضلاً عن ذلك إذا ما قارناها بأصولها التركي نجد أن نقاطاً هامة جداً قد جاءت مغايرة لأصلها ومنافية تماماً لما أراده وقصده المؤلف.
لايوجد صوت