رائد الشباب | توجيه الشباب | 58
(1-70)

 

المقصد الثاني

حول تطور الذرات

 

﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَتَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لاَيَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَفِي الأَرْضِ وَلاَأَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلاَأَكْبَرُ إِلاَّفِي كِتَابٍ مُبِينٍ

يعالج هذا المقصد ان يبرز مثقال ذرة من خزينة هذه الآية الغنية ويثير شيئاً من البحث حول تنقل الذرات وتطورها. وهو عبارة عن مقدمة وثلاث نقط.

 

المقدمة

 

تنقل الذرات وتطورها معناه: اهتزاز قلم قدرة النقاش الأزلي وجولانه حينما يكتب الآيات التكوينية في كتاب الكون. وهذا التنقل ليس كما يتوهمه الماديون أو الطبيعيون من انه لعبة المصادفة والعبث. فان كل ذرة ككل موجود انما تجول وتعمل باسم الله تعالى وبذلك يمكن لها أن تحمل عبأ جسيماً لايتناسب وطاقتها الضعيفة. مثلا: بذرة شجرة الشوح مع انها صغيرة جداً في جسامة حبة الحنطة بما انها تجول وتعمل باسم خالقها – تقدر ان تحمل فوق كتفها شجرة عظيمة. وهذه الذرة بعدما تجول وتعمل تحمد الله وتثني عليه بما تبديه من جمال الفن ومحاسن الصنعة التي تحير العقول فكأنها قصيدة مدح وثناء. فانظر بدقة وامعان إلى جمال ثمرة الرمان وزينة الذرة (العرناس).
لايوجد صوت