رائد الشباب | توجيه الشباب | 56
(1-70)
نعم كنت أسمع بعضاً من أقوال ابن سينا ودساتيره ثم كانت تنقطع تماماً. فيدل على أنه قد غرق. واستجابة لأشواقك شرحت بعضاً من هذه الواقعة الخيالية. والآن أعود إلى سياحتي.
وفي اثناء سياحتي هذه قُدم لي شيئان: احدهما كهرباء يدوية تبدد الظلمات المتكاثفة في جوف الأرض وثانيهما آلة تثقب الجبال وتكسر الصخور وتفتح الطريق امامي. وهمس في اذني آنذاك بان هذه الكهرباء اليدوية والآلة الثاقبة منحتا لك من خزينة القرآن الكريم. وبعد سياحة طويلة نظرت فاذا بي قد وصلت إلى الجانب الآخر الذي أردته فرأيت هناك الواحات لخضر والماء العذب لاظلام ولاسحاب. الشمس شارقة والهواء النسيمي يبحث النفوس والارواح فقلت الحمد لله! ثم تفكرت فأحسست بأني لست امالكاً لنفسي واني في حالة امتحان. وبعد هذا رأيت نفسي في تلك الحالة الاولى في تلك المفازة الشاسعة ايضاً، ورأيت كأني اساق في طريق آخر إلى الجانب الآخر في الارض – الا ان في هذه المرة كانت سياحتي هذه على وجه الارض لافي جوفها. فرأيت في هذه السياحة من العجائب والغرائب مالا يمكن ان اصفه فكانت البحار تكفهر في وجهي والاعاصير تعصف بي وكل شيء يعادني وكانت الاشلاء هنا وهناك مبعثرة، وكان من نجى في قلة قليلة ولكني تغلبت على المصاعب وقطعت تلك المسافة بآلة منحت لي من خزينة القرآن الكريم. فوصلت إلى الجانب الآخر فرأيت شمسها ترسل اشعتها المشرقة، وهوائها اللطيف يمرح بالارواح فاخذت بالشكر والثناء وصرت ارسل نظري إلى هذا العالم اللطيف الذي يذكر الجنة. ولكن رأيت وكأني ازاح من هنا ايضاً. فنظرت فاذا بي في تلك الظلمات وفي تلك المفازة الموحشة ورأيت مختلف المصاعد تظهر في الافق فمنها على شكل الطائرة ومنها على شكل السيارة ومنها على شكل الزنبيل ومن يقفز لواحد من هؤلاء على حسب استعداده ويركبه يعرج إلى العلى، وقفزت انا ايضاً وركبت واحداً منها فاذا انا في ظرف دقيقة واحدة فوق السحب فصعدت على جبل هناك اخضرّ في غاية الحسن والجمال ولم يتأثر هذا الجبل بتلك السحب حيث انها لم تصل إلى منتصفه. ويلتقي هناك في كل مكان اجمل مايكون من الهواء والماء والضياء. ونظرت فاذا غرف مبثوثة هنا وهناك يالمنظرها الخلاب! وكنت قد رأيت تلك الغرف في سفرتيّ قبل، الا انني ما اهتديت اليها وما هذه المصاعد التي رأيتها الا تجليات آيات القرآن الحكيم.
لايوجد صوت