رائد الشباب | توجيه الشباب | 53
(1-70)

فمن مبادىء النبوة التخلق بالاخلاق الالهية والتوجه إلى محراب العبودية مع الاحساس في قرارة النفس بالفقر والعجز. فاين هذا المبدأ من مبدأ الفلسفة الذي يقول: التشبه بالواجب وبذل الطاقة في سبيل التسامي الذاتي رياءً وسمعة هو الغاية للانسان. واين ماهية البشر التي اندمج فيها العجز والضعف والفقر من القدير القوي الغني عن كل شيء حتى يمكن ان تكون لها هذه المحاكات.

ومن مبادىء النبوة التعاون والتضافر في الحياة وفقاً لقوانين الكون. فكما تمد الشموس والاقمار والنباتات يد المعاونة لذوي الحياة؛ كذلك يمد ذوو الحياة يد المعاونة لهذا الانسان الضعيف وإلى ذراته وخلايا بدنه. فاين هذا المبدأ من مبدأ الفلسفة التي تقول: (ان الحياة جدال) هذا المبدأ الذي لاينسجم مع حياة الكون ولايلائم ماهية البشر وانما هو تجاوب لاناسي طغوا وعاثوا فساداً وكذلك هو تجاوب للوحوش الضارية.

ومن مبادىء النبوة مبدأ (الواحد لايصد إلاعن الواحد) اي ان كل ماله وحدة لايصدر الاعن الواحد. واذا كان بين كل الاشياء وافراد الكون تعاون واتحاد فلابد ان يكون بإيجاد واحد احد. فاين هذا المبدأ من مبدأ الفلسفة الذي يقول (الواحد لايصدر عنه الا الواحد) اي لايصدر من الواحد الا الواحد، واما الاشياء الاخرى فانما تصدر بالواسطة المتسلسلة عن بعضها. فبذلك تدعي ان الغني على الاطلاق والقدير المطلق محتاج إلى الوسائط والاسباب.. وان لها دخلاً في الخلق والايجاد فتوزع ملكوت السموات والارض على تلك الوسائط وتطلق على الله اسم (العقل الاول) فتقع في شرك عظيم. فاذا كان الاشراقيون الذين لهم قدم راسخ في الحكمة في هذا السخف فكيف انت بسخف من دونهم من الماديين والطبيعيين.

ومن مبادىء النبوة ان كل شيء مسبح لله تعالى وموحده اي ان كل شيء وكل ذي حياة نيط به مالا يعد من الحكم والفوائد فان كان مايعود اليه منها واحدة فالالوف منها تعود إلى موجدها فلكل شيء حتى لكل ثمرة من الحكم والوظائف مايكون لثمارة الشجرة جميعها. فأين هذا المبدأ الذي هو عين الحكمة والصواب من مبدأ الفلسفة السخيفة التي تقول (ان حكمة كل ذي حياة ترجع اما إلى نفسه واما إلى الانسان). وما مثل هذا الا كجعل حبة صغيرة كحبة الخردل في رأس دوحة كالجبل الراسي. وقد شرحنا هذا القضية في المقالة العاشرة فلذك اقتصرنا في القول هنا. ولك ان تقيس على هذه النماذج الاربعة الوف النماذج
لايوجد صوت