فمن مبادىء النبوة التخلق بالاخلاق الالهية والتوجه إلى محراب العبودية مع الاحساس في قرارة النفس بالفقر والعجز. فاين هذا المبدأ من مبدأ الفلسفة الذي يقول: التشبه بالواجب وبذل الطاقة في سبيل التسامي الذاتي رياءً وسمعة هو الغاية للانسان. واين ماهية البشر التي اندمج فيها العجز والضعف والفقر من القدير القوي الغني عن كل شيء حتى يمكن ان تكون لها هذه المحاكات.
ومن مبادىء النبوة التعاون والتضافر في الحياة وفقاً لقوانين الكون. فكما تمد الشموس والاقمار والنباتات يد المعاونة لذوي الحياة؛ كذلك يمد ذوو الحياة يد المعاونة لهذا الانسان الضعيف وإلى ذراته وخلايا بدنه. فاين هذا المبدأ من مبدأ الفلسفة التي تقول: (ان الحياة جدال) هذا المبدأ الذي لاينسجم مع حياة الكون ولايلائم ماهية البشر وانما هو تجاوب لاناسي طغوا وعاثوا فساداً وكذلك هو تجاوب للوحوش الضارية.
ومن مبادىء النبوة مبدأ (الواحد لايصد إلاعن الواحد) اي ان كل ماله وحدة لايصدر الاعن الواحد. واذا كان بين كل الاشياء وافراد الكون تعاون واتحاد فلابد ان يكون بإيجاد واحد احد. فاين هذا المبدأ من مبدأ الفلسفة الذي يقول (الواحد لايصدر عنه الا الواحد) اي لايصدر من الواحد الا الواحد، واما الاشياء الاخرى فانما تصدر بالواسطة المتسلسلة عن بعضها. فبذلك تدعي ان الغني على الاطلاق والقدير المطلق محتاج إلى الوسائط والاسباب.. وان لها دخلاً في الخلق والايجاد فتوزع ملكوت السموات والارض على تلك الوسائط وتطلق على الله اسم (العقل الاول) فتقع في شرك عظيم. فاذا كان الاشراقيون الذين لهم قدم راسخ في الحكمة في هذا السخف فكيف انت بسخف من دونهم من الماديين والطبيعيين.